Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 22-24)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : يقال لهؤلاء الأبرار حينئذ : إن هذا الذي أعطيناكم من الكرامة كان لكم ثواباً على ما كنتم في الدنيا تعملون من الصالحات { وكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً } يقول : كان عملكم فيها مشكوراً ، حمدكم عليه ربكم ، ورضيه لكم ، فأثابكم بما أثابكم به من الكرامة عليه . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إنَّ هَذَا كانَ لَكُمْ جَزَاءً وكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً } غفر لهم الذنب ، وشكر لهم الحسن . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : تلا قتادة { وكانَ سَعْيُكُم مَشْكُوراً } قال : لقد شَكر الله سعياً قليلاً . وقوله : { إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ القُرآنَ تَنْزِيلاً } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : إنا نحن نزّلنا عليك يا محمد هذا القرآن تنزيلاً ، ابتلاء منا واختباراً { فاصْبِرْ لِحُكُمِ رَبِّكَ } يقول : اصبر لما امتحنك به ربك من فرائضه ، وتبليغ رسالاته ، والقيام بما ألزمك القيام به في تنزيله الذي أوحاه إليك { وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أو كَفُوراً } يقول : ولا تطع في معصية الله من مشركي قومك آثماً يريد بركوبه معاصيه ، أو كفوراً : يعني جحوداً لنعمه عنده ، وآلائه قِبلَه ، فهو يكفر به ، ويعبد غيره . وقيل : إن الذي عني بهذا القول أبو جهل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أوْ كَفُوراً } قال : نزلت في عدوّ الله أبي جهل . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة أنه بلغه أن أبا جهل قال : لئن رأيت محمداً يصلي لأطأنّ عنقه ، فأنزل الله : { وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أوْ كَفُوراً } . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أوْ كَفُوراً } قال : الآثِم : المذنب الظالم والكفور ، هذا كله واحد . وقيل : { أوْ كَفُوراً } والمعنى : ولا كفوراً . قال الفرّاء : « أو » ههنا بمنزلة الواو ، وفي الجحد والاستفهام والجزاء تكون بمعنى « لا » ، فهذا من ذلك مع الجحد ومنه قول الشاعر : @ لا وَجْدُ ثَكْلَى كما وَجَدْتُ وَلا وَجْدُ عَجُولٍ أضَلَّها رُبَعُ أوْ وَجْدُ شَيْخٍ أضَلَّ ناقَتَهُ يَوْمَ تَوَافَى الْحَجِيجُ فانْدَفَعُوا @@ أراد : ولا وجدُ شيخ ، قال : وقد يكون في العربية : لا تطيعنّ منهم من أثم أو كفر ، فيكون المعنى في أو قريباً من معنى الواو ، كقولك للرجل : لأعطينك سألت أو سكتّ ، معناه : لأعطينك على كلّ حال .