Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 25-27)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : { وَاذْكُرْ } يا محمد { اسْمَ رَبِّكَ } فادعه به بكرة في صلاة الصبح ، وعشياً في صلاة الظهر والعصر { وَمِنَ اللَّيْلِ فاسْجُدْ لَهُ } يقول : ومن الليل فاسجد له في صلاتك ، فسبحه ليلاً طويلاً ، يعني : أكثر الليل ، كما قال جلّ ثناؤه : { قُمِ اللَّيْلَ إلاَّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أو زِدْ عَلَيْهِ } وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { وَمِنَ اللَّيْلِ فاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } يعني : الصلاة والتسبيح . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأصِيلاً } قال : بكرة : صلاة الصبح وأصيلاً صلاة الظهر الأصيل . وقوله : { ومِنَ اللَّيْلِ فاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً } قال : كان هذا أوّل شيء فريضة . وقرأ : { يا أيُّها المُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إلاَّ قَلِيلاً نِصْفَهُ } ، ثم قال : { إنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أنَّكَ تَقُومُ أدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ } … إلى قوله فاقْرَءُوا ما تَيَسَّرَ مِنَ القُرآنِ … إلى آخر الآية ، ثم قال : مُحِيي هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الناس ، وجعله نافلة فقال : { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ } قال : فجعلها نافلة . وقوله : { إنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ العاجِلَةَ } يقول تعالى ذكره : إن هؤلاء المشركين بالله يحبون العاجلة ، يعني الدنيا ، يقول : يحبون البقاء فيها وتعجبهم زينتها { ويذرونَ وراءهُمْ يوماً ثَقِيلاً } يقول : ويدعون خلف ظهورهم العمل للآخرة ، وما لهم فيه النجاة من عذاب الله يومئذ وقد تأوّله بعضهم بمعنى : ويذرون أمامهم يوماً ثقيلاً وليس ذلك قولاً مدفوعاً ، غير أن الذي قلناه أشبه بمعنى الكلمة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً } قال : الآخرة .