Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 10-14)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : يقول هؤلاء المكذّبون بالبعث من مشركي قريش إذا قيل لهم : إنكم مبعوثون من بعد الموت : أئنا لمردودون إلى حالنا الأولى قبل الممات ، فراجعون أحياء كما كنا قبل هلاكنا ، وقبل مماتنا ؟ وهو من قولهم : رجع فلان على حافرته : إذا رجع من حيث جاء ومنه قول الشاعر : @ أحافِرَةٌ عَلى صَلَعٍ وشَيْبٍ مَعاذَ اللّهِ مِنْ سَفَهٍ وطَيْشٍ @@ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { الْحافِرَةُ } : يقول : الحياة . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله { أئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ } يقول : أئنا لنحيا بعد موتنا ، ونُبعث من مكاننا هذا ؟ حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة يقول : { أئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ } : أئِنَّا لمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً ؟ حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { فِي الْحافِرةِ } قال : أي مردودون خَلقاً جديداً . حدثنا أبو كُريب ، قال : ثنا وكيع ، عن أبي معشر ، عن محمد بن قيس أو محمد بن كعب القُرَظيّ { أئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ } قال : في الحياة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن السديّ { أئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ } قال : في الحياة . وقال آخرون : الحافرة : الأرض المحفورة التي حُفرت فيها قبورهم ، فجعلوا ذلك نظير قوله : { مِنْ ماءٍ دَافِقٍ } يعني مدفوق ، وقالوا : الحافرة بمعنى المحفورة ، ومعنى الكلام عندهم : أئنا لمردودون في قبورنا أمواتاً ؟ حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { الْحافِرَةِ } قال : الأرض ، نُبعث خلقاً جديداً ، قال : البعث . حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { أئِنَّا لَمَرْدُودونَ فِي الْحافِرَةِ } قال : الأرض ، نُبعث خلقاً جديداً . وقال آخرون : الحافرة : النار . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : سمعت ابن زيد يقول في قول الله : { أئِنَّا لَمَرْدُودونَ فِي الْحافِرَةِ } : قال : الحافرة : النار ، وقرأ قول الله : { تِلكَ إذا كَرَّةٌ خاسِرَةٌ } قال : ما أكثر أسماءها ، هي النار ، وهي الجحيم ، وهي سَقَرُ ، وهي جَهَنم ، وهي الهاوية ، وهي الحافرة ، وهي لَظًى ، وهي الحُطَمة . وقوله : { أئِذَا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً } اختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المدينة والحجاز والبصرة { نَخِرَةً } بمعنى : بالية . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة : « ناخِرَةً » بألف ، بمعنى : أنها مجوّفة ، تنخَر الرياح في جوفها إذا مرّت بها . وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول : الناخرة والنَّخِرة : سواء في المعنى ، بمنزلة الطامع والطمع ، والباخل والبَخِل وأفصح اللغتين عندنا وأشهرهما عندنا : { نَخِرَةً } ، بغير ألف ، بمعنى : بالية ، غير أن رؤوس الآي قبلها وبعدها جاءت بالألف ، فأعْجَبُ إليّ لذلك أن تُلْحَق ناخرة بها ، ليتفق هو وسائر رؤوس الآيات ، لولا ذلك كان أعجب القراءتين إليّ حذف الألف منها . ذكر من قال { نَخِرَةً } : بالية : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { أئِذَا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً } فالنخرة : الفانية البالية . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { عِظاماً نَخِرَةً } قال : مَرْفوتة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { أئِذَا كُنَّا عِظاماً } : تكذيباً بالبعث ، ناخرة : بالية . قالوا { تِلكَ إذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ } يقول جلّ ثناؤه عن قيل هؤلاء المكذّبين بالبعث ، قالوا : تلك ، يعنون تلك الرجعة ، أحياء بعد الممات ، إذاً : يعنون الآن كرّة ، يعنون رَجْعة خاسرة ، يعنون غابنة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { إذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ } : أي رَجْعة خاسرة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { تِلكَ إذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ } . قال : وأيّ كرّة أخسر منها ، أحيوا ثم صاروا إلى النار ، فكانت كرّة سوء . وقوله : { فإنَّمَا هيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } يقول تعالى ذكره : فإنما هي صَيْحة واحدة ، ونفخة تُنفَخ في الصُّور ، وذلك هو الزَّجْرة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } قال : صيحة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } قال : الزَّجرة : النفخة في الصور . وقوله : { فإذَا هُمْ بالسَّاهرَةِ } يقول تعالى ذكره : فإذا هؤلاء المكذّبون بالبعث ، المتعجبون من إحياء الله إياهم من بعد مماتهم ، تكذيباً منهم بذلك ، بالساهرة ، يعني بظهر الأرض . والعرب تسمي الفلاة ووجه الأرض : ساهرة ، وأراهم سموا ذلك بها ، لأن فيه نوم الحيوان وسَهَرها ، فوصف بصفة ما فيه ومنه قول أُميَّة بن الصَّلْت : @ @ @ وفِيها لَحْمُ ساهِرَةٍ وبَحْرٍ @@ @@ وَما فاهُوا بِهِ لَهُمُ مُقِيمُ @@ ومنه قول أخي نهم يوم ذي قار لفرسه : @ أَقْدِمْ « مِحاجُ » إنها الأساوِرَه ْ وَلا يَهُولَنَّكَ رِجْلٌ نادِرَه فإنَّمَا قَصْرُكَ تُرْبُ السَّاهِرَهْ ثُمَّ تَعُودُ بَعْدَها فِي الْحافِرَهْ مِنْ بَعْدِ ما كُنْتَ عِظاماً ناخِرَهْ @@ واختلف أهل التأويل في معناها ، فقال بعضهم مثل الذي قلنا . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا حصين ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، في قوله : { فإذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ } قال : على الأرض ، قال : فذكر شعراً قاله أُمية بن أبي الصلت ، فقال : @ عِنْدَنا صَيْدُ بَحْرِ وَصَيْدُ ساهِرَةٍ @@ حدثنا محمد بن عبد الله بن بَزِيع ، قال : ثنا أبو محصن ، عن حصين ، عن عكرِمة ، في قوله : { فإذَا هُمْ بالسَّاهِرَة } قال : الساهرة : الأرض ، أما سمعت : لهم صيد بحر ، وصيد ساهرة . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله { فإذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ } يعني : الأرض . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : ثنا عُمارة بن أبي حفصة ، عن عكرِمة ، في قوله { فإذَا همْ بالسَّاهرَةِ } قال : فإذا هم على وجه الأرض ، قال : أو لم تسمعوا ما قال أُمية بن أبي الصلت لهم : وفِيها لَحْمُ ساهِرَةٍ وبَحْرٍ حدثنا عمارة بن موسى ، قال : ثنا عبد الوارث بن سعيد ، قال : ثنا عمارة ، عن عكرمة ، في قوله : { فإذَا هُمْ بالسَّاهِرةِ } قال : فإذا هم على وجه الأرض ، قال أمية : وفِيها لَحْمُ ساهِرَةٍ وبَحْرٍ حدثنا يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن { فإذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ } فإذا هم على وجه الأرض . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن . قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { بالسَّاهِرَةِ } قال : المكان المستوي . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، لما تباعد البعث في أعين القوم ، قال الله { فإنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فإذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ } يقول : فإذا هم بأعلى الأرض ، بعد ما كانوا في جوفها . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { بالسَّاهِرَةِ } قال : فإذا هم يخرجون من قبورهم فوق الأرض ، والأرض : الساهرة ، قال : فإذا هم يخرجون . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن خَصِيف ، عن عكرِمة وأبي الهيثم ، عن سعيد بن جُبير { فإذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ } قال : بالأرض . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي الهيثم ، عن سعيد بن جُبير ، مثله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن حصين ، عن عكرمة ، مثله . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { فإذَا هُمْ بالسَّاهِرَة } : وجه الأرض . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فإذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ } قال : الساهرة : ظهر الأرض فوق ظهرها . وقال آخرون : الساهرة : اسم مكان من الأرض بعينه معروف . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ بن سهل ، قال : ثني الوليد بن مسلم ، عن عثمان بن أبي العاتكة ، قوله : { فإنَّمَا هيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فإذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ } قال : بالصُّقْع الذي بين جبل حَسّان ، وجبل أرِيحاء ، يمدّه الله كيف يشاء . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { فإذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ } قال : أرض بالشام . وقال آخرون : هو جبل بعينه معروف . ذكر من قال ذلك : حدثنا عليّ بن سهل ، قال : ثنا الحسن بن بلال ، قال : ثنا حماد ، قال : أخبرنا أبو سنان ، عن وهب ابن منبه ، قال في قول الله : { فإذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ } قال : الساهرة : جبل إلى جنب بيت المقدس . وقال آخرون : هي جهنم . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن مروان العقيلي ، قال : ثني سعيد بن أبي عَرُوبة ، عن قتادة { فإذَا هُمْ بالسَّاهِرَةِ } قال : في جهنم القول فى تأويل قوله جلّ ثناؤه .