Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 19-24)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لنبيه موسى : قل لفرعون : هل لك إلى أن أرشدك إلى ما يرضي ربك ، وذلك الدين القيِّم { فتخشى } يقول : فتخشى عقابه بأداء ما ألزمك من فرائضه ، واجتناب ما نهاك عنه من معاصيه . وقوله : { فأَرَاهُ الآيَةَ الكُبْرَى } يقول تعالى ذكره : فأرى موسى فرعونَ الآية الكبرى ، يعني الدلالة الكبرى على أنه لله رسول أرسله إليه ، فكانت تلك الآية يد موسى إذ أخرجها بيضاء للناظرين ، وعصاه إذا تحوّلت ثعباناً مبيناً . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني أبو زائدة زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، عن محمد بن سيف أبي رجاء ، هكذا هو في كتابي ، وأظنه عن نوح بن قيس ، عن محمد بن سيف ، قال : سمعت الحسن يقول في هذه الآية : { فأَرَاهُ الآيَةَ الكُبْرَى } قال : يده وعصاه . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { فأَرَاهُ الآيَةَ الكُبْرَى } قال : عصاه ويده . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { فأَرَاهُ الآيَةَ الكُبْرَى } قال : رأى يد موسى وعصاه ، وهما آيتان . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { الآيَةَ الكُبْرَى } قال : عصاه ويده . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فأَرَاهُ الآيَةَ الكُبْرَى } قال : العصا والحية . وقوله : { فَكَذَّبَ وَعَصى } يقول : فكذّب فرعون موسى فيما أتاه من الآيات المعجزة ، وعصاه فيما أمره به من طاعته ربه ، وخَشيته إياه . وقوله : { ثُمَّ أدْبَرَ يَسْعَى } يقول : ثم ولى مُعرضاً عما دعاه إليه موسى من طاعته ربه ، وخشيته وتوحيده { يسعى } يقول : يعمل في معصية الله ، وفيما يُسخطه عليه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد . قوله : { ثُمَّ أدْبَرَ يَسْعَى } قال : يعمل بالفساد . وقوله : { فَحَشَر فَنادَى } يقول : فجمع قومه وأتباعه . فنادى فيهم { فَقالَ } لهم : { أنا رَبُّكُمُ الأعْلَى } الذي كلُّ ربّ دوني ، وكذَبَ الأحمقُ . وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فَحَشَر فَنادَى } قال : صرخ وحشر قومه ، فنادى فيهم ، فلما اجتمعوا قال : أنا ربكم الأعلى ، فأخذه الله نَكالَ الآخرةِ والأولى .