Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 25-28)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني تعالى ذكره بقوله : { فأخَذَهُ اللّهُ } فعاقبه الله { نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى } يقول عُقوبة الآخرة من كلمتيه ، وهي قوله : { أنا رَبُّكُمُ الأعْلَى } ، والأولى قوله : { ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرِي } وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : سمعت أبا بكر ، وسُئل عن هذا ، فقال : كان بينهما أربعون سنة ، بين قوله : { ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيِري } ، وقوله : { أنا رَبُّكُمُ الأعْلَى } ، قال : هما كلمتاه ، { فأخَذَهُ اللّهُ نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى } قيل له : من ذَكَرَه ؟ قال : أبو حُصَين ، فقيل له : عن أبي الضَّحَى ، عن ابن عباس ؟ قال : نعم . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { فأخَذَهُ اللّهُ نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى } قال : أما الأولى فحين قال : { ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِن إلَهٍ غَيرِي } ، وأما الآخرة فحين قال : { أنا رَبُّكُمُ الأعْلَى } حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا محمد بن أبي الوضَّاح ، عن عبد الكريم الجَزَريّ ، عن مجاهد ، في قوله : { فأخَذَهُ اللّهُ نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى } قال : هو قوله : { ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرِي } ، وقوله : { أنا رَبُّكُمُ الأعْلَى } ، وكان بينهما أربعون سنة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا أبو عَوانة ، عن إسماعيل الأسديّ ، عن الشعبيّ ، بمثله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن زكريا ، عن عامر { نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى } قال : هما كلمتاه : { ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيِري } و { أنا رَبُّكُمُ الأعْلَى } حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى : وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى } : فذلك قوله : { ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيري } ، والآخرة في قوله : { أنا رَبُّكُمُ الأعْلَى } حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثَوْر ، عن معمر ، قال : أخبرني من سمع مجاهداً يقول : كان بين قول فرعون : { ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيرِي } ، وبين قوله : { أنا رَبُّكُمُ الأعْلَى } أربعون سنة . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { نَكالَ الآخِرَةِ والأولى } أما الأولى فحين قال فرعون : { ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيرِي } ، وأما الآخرة فحين قال : { أنا رَبُّكُمُ الأعْلَى } ، فأخذه الله بكلمتيه كلتيهما ، فأغرقه في اليم . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فأخَذَهُ اللّهُ نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى } قال : اختلفوا فيها ، فمنهم من قال : نكال الآخرة من كلمتيه ، والأولى قوله : { ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرِي } ، وقوله : { أنا رَبُّكُمُ الأعْلَى } وقال آخرون : عذاب الدنيا ، وعذاب الآخرة ، عجَّل الله له الغرق ، مع ما أعدّ له من العذاب في الآخرة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن خيثمة الجُعْفيّ ، قال : كان بين كلمتي فرعون أربعون سنة ، قوله : { أنا رَبكُمُ الأعْلَى } ، وقوله : { ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيرِي } حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن ثُوير ، عن مجاهد ، قال : مكث فرعون في قومه بعدما قال : { أنا رَبُّكُمُ الأعْلَى } أربعين سنة . وقال آخرون : بل عُنِي بذلك : فأخذه الله نكال الدنيا والآخرة . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا هَوْذَة ، قال : ثنا عوف ، عن الحسن ، في قوله : { فأَخَذَهُ اللّهُ نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى } قال : الدنيا والآخرة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن { فأَخَذَهُ اللّهُ نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى } قال : عقوبة الدنيا والآخرة ، وهو قول قتادة . وقال آخرون : الأولى عصيانه ربه وكفره به ، والآخرة قوله : { أنا رَبُّكُمُ الأعْلَى } ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن إسماعيل بن سميع ، عن أبي رَزِين { فأخَذَهُ اللّهُ نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى } قال : الأولى تكذيبه وعصيانه ، والآخرة قوله : { أنَّا رَبُّكُمُ الأعْلَى } ، ثم قرأ : { فَكَذَّبَ وَعَصَى ثُمَّ أدْبَرَ يَسْعَى فَحَشَرَ فَنادَى فَقالَ أنا رَبُّكُمُ الأعْلَى } ، فهي الكلمة الآخرة . وقال آخرون : بل عُنِي بذلك أنه أخذه بأوّل عمله وآخره . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { فأَخَذَهُ اللّهُ نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى } قال : أوّل عمله وآخره . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { فأَخَذَهُ اللّهُ نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى } قال : أول أعماله وآخرها . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور . عن معمر ، عن الكلبيّ : { أخَذَهُ اللّهُ نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى } قال : نكال الآخرة من المعصية والأولى . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، قوله : { نَكالَ الآخِرَةِ والأُولى } قال : عمله للآخرة والأولى . وقوله : { إنَّ فِي ذلكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى } يقول تعالى ذكره : إن في العقوبة التي عاقب الله بها فرعون في عاجل الدنيا ، وفي أخذه إياه ، نكالَ الآخرة والأولى : عظة ومعتبراً لمن يخاف الله . ويخشى عقابه ، وأخرج نكالَ الآخرة مصدراً من قوله { فأَخَذَهُ اللّهُ } لأن قوله : { فأَخَذَهُ اللّهُ } نَكَّل به ، فجعل { نَكالَ الآخِرَةِ } مصدراً من معناه ، لا من لفظه . وقوله : { أأنْتُمْ أشَدُّ خَلْقاً أمِ السَّماءُ بَناها } يقول تعالى ذكره للمكذّبين بالبعث من قريش ، القائلين { أئِذَا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً قالُوا تِلكَ إذًا كَرَّةٌ خاسِرَةٌ } أأنتم أيها الناس أشدّ خلقاً ، أم السماء بناها ربكم ؟ فإن من بنى السماء فرفعها سقفاً ، هَيِّن عليه خلقكم وخلق أمثالكم ، وإحياؤكم بعد مماتكم . وليس خلقكم بعد مماتكم بأشدّ من خلق السماء . وعُني بقوله : { بَناها } : رَفَعها ، فجعلها للأرض سقفاً . وقوله : { رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها } يقول تعالى ذكره : فسوّى السماء ، فلا شيء أرفع من شيء ، ولا شيء أخفض من شيء ، ولكن جميعها مستوي الارتفاع والامتداد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها } يقول : رفع بناءها فسوّاها . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها } قال : رفع بناءها بغير عمد . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { رَفَعَ سَمْكَها } يقول : بُنيانها .