Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 80, Ayat: 24-30)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : فلينظر هذا الإنسان الكافر المُنكر توحيد الله إلى طعامه كيف دبَّره ؟ كما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { فَلْيَنْظُرِ الإنْسانُ إلى طَعامِهِ } وشرابه ، قال : إلى مأكله ومشربه . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { فَلْيَنْظُرِ الإنْسانُ إلى طَعامِهِ } : آية لهم . واختلفت القرّاء في قراءة قوله : { أنَّا صَبَبَنْا المَاءَ صَبًّا } فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة بكسر الألف من « أنَّا » ، على وجه الاستئناف ، وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة « أنَّا » بفتح الألف ، بمعنى : فلينظر الإنسان إلى أنا ، فيجعل « أنَّا » في موضع خفض ، على نية تكرير الخافض ، وقد يجوز أن يكون رفعاً إذا فُتحت ، بنية طعامه أنَّا صببنا الماء صباً . والصواب من القول في ذلك عندي : أنهما قراءتان معروفتان : فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب . وقوله : { أنَّا صَبَبْنا الماءَ صَبًّا } يقول : أنا أنزلنا الغيث من السماء إنزالاً ، وصببناه عليها صباً { ثُمَّ شَقَقْنا الأرْضَ شَقًّا } يقول : ثم فتقنا الأرض ، فصدّعناها بالنبات { فأنْبَتْنا فِيها حَباً } : يعني حبّ الزرع ، وهو كلّ ما أخرجته الأرض من الحبوب ، كالحنطة والشعير وغير ذلك { وَعِنَباً } يقول : وكرم عنب . { وَقَضْباً } يعني بالقَضْب : الرَّطْبة ، وأهل مكة يسمون القَتَّ القَضْب . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { وَقَضْباً } يقول : الفِصفِصة . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَقَضْباً } قال : والقضب : الفَصافِص . قال أبو جعفر رحمه الله : الفِصفصة : الرَّطبة . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { وَقَضْباً } يعني الرطبة . حدثنا بشر ، قال : ثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : ثنا يونس ، عن الحسن ، في قوله : { وَقَضْباً } قال : القضب : العَلَف . وقوله : { وَزَيْتُوناً } وهو الزيتون الذي منه الزيت { وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً } وقد بيَّنا أن الحديقة البستان المحوَّط عليه . وقوله : { غُلْباً } يعني : غِلاظاً . ويعني بقوله : { غُلْباً } أشجاراً في بساتين غلاظ . والغلب : جمع أغلب ، وهو الغليظ الرقبة من الرجال ومنه قول الفرزدق : @ عَوَى فأثارَ أغْلَبَ ضَيْغَمِيًّا فَوَيْلَ ابْنِ المَراغَةِ ما اسْتَثارَا ؟ @@ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ، على اختلاف منهم في البيان عنه ، فقال بعضهم : هو ما التفّ من الشجر واجتمع . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كُرَيب ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن عاصم بن كُلَيب ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : { وَحَدَائِقَ غُلْباً } قال : الحدائق : ما التفّ واجتمع . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { وَحَدَائِقَ غُلْباً } قال : طيبة . وقال آخرون : الحدائق : نبت الشجر كله . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو هشام ، قال : ثنا ابن فضيل ، قال : ثنا عصام ، عن أبيه : الحدائق : نبت الشجر كلها . حدثني محمد بن سنان القزّاز ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن شبيب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : { وَحَدَائِقَ غُلْباً } قال : الشجر يُستظلّ به في الجنة . وقال آخرون : بل الغُلب : الطِّوال . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس { وَحَدَائِقَ غُلْباً } يقول : طوالاً . وقال آخرون : هو النخل الكرام . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : { وَحَدَائِقَ غُلْباً } والغلب : النخل الكرام . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { وَحَدَائِقَ غُلْباً } قال : النخل الكرام . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَحَدَائِقَ غُلْباً } : عظام النخل العظيمة الجِذْع ، قال : والغلب من الرجال : العظام الرقاب ، يقال : هو أغلب الرقبة : عظيمها . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن عكرِمة { حَدَائِقَ غُلْباً } قال : عظام الأوساط .