Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 12-14)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : وما يكذّب بيوم الدين { إلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ } اعتدى على الله في قوله ، فخالف أمره ، { أثِيمٍ } بربه ، كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ للْمُكَذِّبِينَ } قال الله : { وَما يُكَذِّبُ بِهِ إلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أثِيمٍ } : أي بيوم الدين ، إلاَّ كلّ معتد في قوله ، أثيم بربه . { إذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آياتُنا } يقول تعالى ذكره : إذا قُرِىء عليه حججنا وأدلتنا التي بيَّنَّاها في كتابنا الذي أنزلناه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، { قالَ أساطِيرُ الأوَّلِينَ } يقول : قال : هذا ما سطَّره الأوّلون فكتبوه ، من الأحاديث والأخبار . وقوله : { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ } يقول تعالى ذكره مكذّباً لهم في قيلهم ذلك : كلا ، ما ذلك كذلك ، ولكنه ران على قلوبهم يقول : غلب على قلوبهم وغَمَرها ، وأحاطت بها الذنوب فغطتها يقال منه : رانت الخمر على عقله ، فهي تَرِين عليه رَيْناً ، وذلك إذا سكر ، فغلبت على عقله ومنه قول أبي زُبيد الطائي : @ ثُمَّ لَمَّا رآهُ رَانَتْ بِهِ الخَمـ ـر وأنْ لا تَرِينَهُ باتِّقاءِ @@ يعني ترينه بمخافة ، يقول : سكر فهو لا ينتبه ومنه قول الراجز : @ لمْ نَرْوَ حتى هَجَّرَتْ وَرِينَ بِي وَرِينَ بالسَّاقي الَّذي أمْسَى مَعِي @@ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ، وجاء الأثَر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكر من قال ذلك : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا أبو خالد ، عن ابن عجلان ، عن القَعْقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، عن أبي هُرَيرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذَا أذْنَبَ العَبْدُ نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فإنْ تابَ صُقِلَ مِنْها ، فإنْ عادَ عادَتْ حتى تَعْظُمْ فِي قَلْبِهِ ، فَذلكَ الرَّانُ الَّذي قالَ اللّهُ { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ } " حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا صفوان بن عيسى ، قال : ثنا ابن عَجلان ، عن القَعقاع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " « إنَّ المُؤْمِنَ إذَا أذْنَبَ ذَنْباً كانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ ، فإن تابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صَقَلَتْ قَلْبَهُ ، فإنْ زَادَ زادَتْ حتى تَعْلُوَ قَلْبَهُ ، فَذَلكَ الرَّانُ الَّذي قالَ اللّهُ : { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ } " حدثني عليّ بن سهيل ، قال : ثنا الوليد بن مسلم ، عن محمد بن عَجْلان ، عن القَعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، قال : " « إنَّ الْعَبْدَ إذَا أذْنَبَ ذَنْباً كانَتْ نُكْتَةٌ سَوْداءُ فِي قَلْبِهِ ، فإنْ تابَ مِنْها صُقِلَ قَلْبُهُ ، فإنْ زَادَ زَادَتْ ، فَذلكَ قَوْلُ اللّهِ : { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ } " حدثني أبو صالح الضَّراري محمد بن إسماعيل ، قال : أخبرني طارق بن عبد العزيز ، عن ابن عجلان ، عن القعقاع ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ الْعَبْدَ إذَا أخْطأَ خَطيئَةً كانَتْ نُكْتَةٌ فِي قَلْبِهِ ، فإنْ تابَ واسْتَغْفَرَ وَنَزَعَ صَقَلَتْ قَلْبَهُ ، وَذَلكَ الرَّانُ الَّذِي قالَ اللّهُ { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ } " قال أبو صالح : كذا قال : صقلت ، وقال غيره : سَقَلت . حدثني علي بن سهل الرمليّ ، قال : ثنا الوليد ، عن خُلَيد ، عن الحسن ، قال : وقرأ { بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ } قال : الذنب على الذنب حتى يموت قلبه . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ } قال : الذنب على الذنب حتى يعمَى القلب فيموت . حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي ، قال : ثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن مجاهد { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانوا يَكْسِبُونَ } قال : العبد يعمل بالذنوب ، فتحيط بالقلب ، ثم ترتفع ، حتى تغشى القلب . حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرمليّ ، قال : ثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، قال : أرانا مجاهد بيده ، قال ، كانوا يرون القلب في مثل هذا ، يعني الكفّ ، فإذا أذنب العبد ذنباً ضمّ منه ، وقال بأصبعه الخنصر هكذا ، فإذا أذنب ضمّ أصبعاً أخرى ، فإذا أذنب ضمّ أصبعاً أخرى ، حتى ضمّ أصابعه كلها ، ثم يطبع عليه بطابع ، قال مجاهد : وكانوا يرون أن ذلك الرَّيْن . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، قال : القلب مثل الكفّ ، فإذا أذنب الذنب قبض أصبعاً ، حتى يقبض أصابعه كلها ، وإن أصحابنا يرون أنه الران . حدثنا أبو كريب مرّة أخرى بإسناده عن مجاهد ، قال : القلب مثل الكفّ ، وإذا أذنب انقبض ، وقَبَض أصبعه ، فإذا أذنب انقبض ، حتى ينقبض كله ، ثم يطبع عليه ، فكانوا يرون أن ذلك هو الران { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ } . حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله { بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ } قال : الخطايا حتى غمرته . حدثنا الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ } انبثت على قلبه الخطايا حتى غمرته . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ } يقول : يطبع . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ } قال : طبع على قلوبهم ما كسبوا . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن طلحة ، عن عطاء { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قِلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ } قال : غَشِيت على قلوبهم فهوت بها ، فلا يفزعون ، ولا يتحاشَون . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الحسن { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ } قال : هو الذنب حتى يموت القلب . قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ } قال : الران : الطبع يطبع القلب مثل الراحة ، فيذنب الذنب ، فيصير هكذا ، وعقد سفيان الخنصر ، ثم يذنب الذنب فيصير هكذا ، وقَبض سفيان كفه ، فيُطْبعَ عليه . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ } أعمال السوء ، إي والله ذنب على ذنب ، وذنب على ذنب حتى مات قلبه واسودّ . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ } قال : هذا الذنب على الذنب ، حتى يَرِين على القلب فيسودّ . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ } قال : غلب على قلوبهم ذُنُوبهم ، فلا يَخْلُص إليها معها خير . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله { كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ } قال : الرجل يذنب الذنب ، فيحيط الذنب بقلبه ، حتى تَغْشَى الذنوب عليه . قال مجاهد : وهي مثل الآية التي في سورة البقرة { بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وأحاطَتْ بهِ خَطيئَتُهُ فأُولَئِكَ أصحَابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ }