Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 7-11)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : كلا ، أي ليس الأمر كما يظنّ هؤلاء الكفار ، أنهم غير مبعوثين ولا معذّبين ، إن كتابهم الذي كتب فيه أعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا { لَفِي سِجِّينٍ } وهي الأرض السابعة السفلى ، وهو « فعِّيلٌ » من السَّجن ، كما قيل : رجل سِكِّير من السكر ، وفِسيق من الفسق . وقد اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : مثل الذي قلنا في ذلك . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن مغيث بن سميّ : { إنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } قال : في الأرض السابعة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن مغيث بن سميّ ، قال : { إنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينِ } قال : الأرض السفلى ، قال : إبليس مُوثَق بالحديد والسلاسل في الأرض السفلى . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني جرير بن حازم ، عن سليمان الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن هلال بن يساف ، قال : كنا جلوساً إلى كعب أنا وربيع بن خيثم وخالد بن عُرْعُرة ، ورهط من أصحابنا ، فأقبل ابن عباس ، فجلس إلى جنب كعب ، فقال : يا كعب ، أخبرني عن سجِّين ، فقال كعب : أما سجِّين : فإنها الأرض السابعة السفلى ، وفيها أرواح الكفار تحت حدّ إبليس . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { إنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } : ذُكر أن عبد الله بن عمرو كان يقول : هي الأرض السفلى ، فيها أرواح الكفار ، وأعمالهم أعمال السَّوء . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { فِي سِجَّينٍ } قال : في أسفل الأرض السابعة . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : { إنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } يقول : أعمالهم في كتاب في الأرض السفلى . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : { فِي سِجِّينٍ } قال : عملهم في الأرض السابعة لا يصعد . حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله . حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد ، قال : ثنا مطرِّف بن مازن : قاضي اليمن ، عن معمر ، عن قتادة قال : { سِجِّينٍ } : الأرض السابعة . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { لَفِي سِجِّينٍ } يقول : في الأرض السفلى . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا سليمان ، قال : ثنا أبو هلال ، قال : ثنا قتادة ، في قوله : { إنَّ كِتابَ الفُجَّار لَفِي سِجِّينٍ } قال : الأرض السابعة السفلى . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { كَلاَّ إنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } قال : يقال سجين : الأرض السافلة ، وسجين : بالسماء الدنيا . وقال آخرون : بل ذلك حدّ إبليس . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب القُمِّي ، عن حفص بن حميد ، عن شمر ، قال : جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار ، فقال له ابن عباس : حدِّثني عن قول الله : { إنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } … الآية ، قال كعب : إن روح الفاجر يُصْعد بها إلى السماء ، فتأبى السماء أن تقبلها ، ويُهبط بها إلى الأرض ، فتأبى الأرض أن تقبلها ، فتهبط فتدخل تحت سبع أرضين ، حتى ينتهي بها إلى سجين ، وهو حدّ إبليس ، فيخرج لها من سجين من تحت حدّ إبليس رَقّ ، فيرقم ويختم ، ويوضع تحت حدّ إبليس بمعرفتها الهلاك إلى يوم القيامة . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد ، في قوله : { إنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } قال : تحت حدّ إبليس . وقال آخرون : هو جبّ في جهنم مفتوح ، ورووا في ذلك خبراً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . حدثنا به إسحاق بن وهب الواسطيّ ، قال : ثنا مسعود بن موسى بن مسكان الواسطيّ ، قال : ثنا نضر بن خُزيمة الواسطي ، عن شعيب بن صفوان ، عن محمد بن كعب القُرَظي ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " الفَلَقُ جُبٌّ فِي جَهَنَّمَ مُغَطًّى ، وأمَّا سِجِّينٌ فَمَفْتُوحٌ " وقال بعض أهل العربية : ذكروا أن سجين : الصخرة التي تحت الأرض ، قال : ويُرَى أن سجين صفة من صفاتها ، لأنه لو كان لها اسماً لم يجرّ ، قال : وإن قلت أجريته لأني ذهبت بالصخرة إلى أنها الحجر الذي فيه الكتاب كان وجهاً . وإنما اخترت القول الذي اخترت في معنى قوله : { سِجِّينٍ } لما : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا ابن نمير ، قال : ثنا الأعمش ، قال : ثنا المنهال بن عمرو ، عن زاذان أبي عمرو ، عن البراء ، قال : { سِجِّينٍ } : الأرض السفلى . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا أبو بكر ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن زاذان ، عن البراء ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " وذكر نفس الفاجر ، وأنَّهُ يُصْعَدُ بها إلى السَّماءِ ، قال : فَيَصْعَدُونَ بِها فَلا يَمُرُّونَ بِها عَلى مَلإِ مِنَ المَلائِكَةِ إلاَّ قالُوا : ما هَذَا الرُّوحُ الخَبِيثُ ؟ قال : فَيَقُولُونَ فُلانٌ بأقْبَحِ أسمَائِهِ التي كانَ يُسَمَّى بِها فِي الدنْيا حتى يَنْتَهُوا بِها إلى السَّماءِ الدُّنيْا ، فَيسْتَفْتِحُونَ لَهُ ، فَلا يُفْتَحُ لَهُ " ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّماءِ ولاَ يَدْخُلُونَ الجَّنَةَ حتى تَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمّ الخِياطِ } فَيَقُولُ اللّهُ : اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي أسْفَلِ الأرْضِ فِي سِجِّينٍ فِي الأرْضِ السُّفْلَى " حدثنا نصر بن عليّ ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، قال : ثنا ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : { كَلاَّ إنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } قال : سجين : صخرة في الأرض السابعة ، فيجعل كتاب الفجار تحتها . وقوله : { وَما أدْرَاكَ ما سِجِّينٌ } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وأيّ شيء أدراك يا محمد ، أيّ شيء ذلك الكتاب ثم بين ذلك تعالى ذكره ، فقال : { هُوَ كِتابٌ مَرْقُومٌ } ، وعنى بالمرقوم : المكتوب . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { فِي كِتابٍ مَرْقُومٍ } قال : كتاب مكتوب . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَما أدْرَاكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقومٌ } قال : رقم لهم بشر . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ابن زيد ، في قوله : { كِتابٌ مَرْقومٌ } قال : المرقوم : المكتوب . وقوله : { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ للْمُكَذِّبِينَ } يقول تعالى ذكره : ويل يومئذٍ للمكذّبين بهذه الآيات ، الذين يكذّبون بيوم الدين ، يقول : الذين يكذّبون بيوم الحساب والمجازاة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ } قال أهل الشرك يكذّبون بالدين ، وقرأ : { وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ … } إلى آخر الآية .