Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 84, Ayat: 16-21)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا قَسَم أقسم ربنا بالشفق ، والشفق : الحمرة في الأفق من ناحية المغرب من الشمس في قول بعضهم . واختلف أهل التأويل في ذلك ، فقال بعضهم : هو الحمرة كما قلنا ، وممن قال ذلك جماعة من أهل العراق . وقال آخرون : هو النهار . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسيّ ، قال : ثنا محمد بن عبيد ، قال : ثنا العوّام بن حَوْشَب ، قال : قلت لمجاهد : الشفق ، قال : لا تقل الشفق ، إنّ الشفق من الشمس ، ولكن قل : حمرة الأفق . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : الشَّفق ، قال : النهار كله . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { فَلا أُقْسِمُ بالشَّفَقِ } قال : النهار . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله . وقال آخرون : الشفَق : هو اسم للحمرة والبياض ، وقالوا : هو من الأضداد . والصواب من القول في ذلك عندي : أن يقال : إن الله أقسم بالنهار مدبراً ، والليل مقبلاً . وأما الشفَق الذي تحُلّ به صلاة العشاء ، فإنه للحمرة عندنا ، للعلة التي قد بيَّنَّاها في كتابنا كتاب الصلاة . وقوله : { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } يقول : والليل وما جمع ، مما سكن وهدأ فيه من ذي روح كان يطير ، أو يَدِب نهاراً ، يقال منه : وسَقْتُه أسِقُه وَسْقاً ، ومنه : طعام موسُوق ، وهو المجموع في غرائر أو وعاء ، ومنه الوَسْق ، وهو الطعام المجتع الكثير ، مما يُكال أو يُوزن ، يقال : هو ستون صاعاً ، وبه جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { وَما وَسَقَ } يقول : وما جَمَعَ . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في هذه الآية { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } قال : وما جَمَع . وقال ابن عباس : @ مُسْتَوْسِقاتٍ لَوْ يَجِدْنَ سائِقَا @@ حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، قال : سأل حفص الحسن عن قوله : { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } قال : وما جمع . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } قال : وما جمع ، يقول : ما آوى فيه من دابَّة . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } : وما لفّ . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } قال : وما أظلم عليه ، وما أدخل فيه . وقال ابن عباس : @ مُسْتَوْسِقاتٍ لَوْ يَجِدْنَ حادِيا @@ حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } يقول : وما جمع من نجم أو دابة . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَما وَسق } قال : وما جمع . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } قال : وما جمع ، مجتمع فيه الأشياء التي يجمعها الله ، التي تأوي إليه ، وأشياء تكون في الليل لا تكون في النهار ، ما جمع مما فيه ما يأوي إليه ، فهو مما جمع . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، قال : ثنا عمرو ، عن منصور ، عن مجاهد { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } يقول : ما لُفّ عليه . قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } قال : وما دخل فيه . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي الهيثم ، عن سعيد بن جبير { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } : وما جمع . قال : ثنا وكيع ، عن نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس { وَما وَسَقَ } : وما جمع ، ألم تسمع قول الشاعر : @ مُسْتَوْسِقاتِ لَمْ يَجِدْنَ سائِقا @@ حدثنا هناد ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرِمة ، في قوله : { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } قال : ما حاز إذا جاء الليل . وقال آخرون : معنى ذلك : وما ساق . ذكر من قال ذلك : حدثنا عبد الله بن أحمد المَرْوَزيّ ، قال : ثنا عليّ بن الحسن ، قال : ثنا حسين ، قال : سمعت عكرمة وسئل { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } قال : ما ساق من ظلمة ، فإذَا كان الليل ، ذهب كلّ شيء إلى مأواه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسن ، عن عكرِمة { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } يقول : ما ساق من ظلمة ، إذا جاء الليل ساق كلّ شيء إلى مأواه . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } قال : ما ساق معه من ظلمة إذا أقبل . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله { وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ } يعني : وما ساق الليل من شيء جمعه النجوم ، ويقال : والليل وما جمع . وقوله : { والقَمَرِ إذَا اتَّسَقَ } يقول : وبالقمر إذا تمّ واستوى . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله { وَالْقَمَرِ إذَا اتَّسَقَ } يقول : إذا استوى . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { وَالْقَمَرِ إذَا اتَّسَقَ } قال : إذا اجتمع واستوى . حدثنا هناد ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرِمة { والْقَمَرِ إذَا اتَّسَقَ } قال : إذا استوى . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، قال : سأل حفص الحسن ، عن قوله : { والقَمَرِ إذَا اتَّسَقَ } قال : إذا اجتمع ، إذا امتلاُ . حدثني أبو كدينة ، قال : ثنا ابن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد ، في قوله : { والقَمَرِ إذَا اتَّسَقَ } قال : لثلاث عَشْرة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، قال : ثنا عمرو ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله . قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله { إذَا اتَّسَقَ } قال : إذا استوى . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي الهيثم ، عن سعيد بن جبير { والْقَمَرِ إذَا اتَّسَقَ } : إذا استوى . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { إذَا اتَّسَقَ } : إذا استدار . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { والْقَمَرِ إذَا اتَّسَقَ } : إذا استوى . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { والْقَمَرِ إذَا اتَّسَقَ } قال : إذا اجتمع فاستوى . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { والْقَمَرِ إذَا اتَّسَقَ } قال : إذا استوى . وقوله : { لَترْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ } اختلفت القرّاء في قراءته ، فقرأه عمر بن الخطاب وابن مسعود وأصحابه ، وابن عباس وعامة قرّاء مكة والكوفة : « لَترْكَبَنَّ » بفتح التاء والباء . واختلف قارئو ذلك كذلك في معناه ، فقال بعضهم : لتركَبنّ يا محمد أنت حالاً بعد حال ، وأمراً بعد أمر من الشدائد . ذكر من قال ذلك : حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا أبو بشر ، عن مجاهد ، أن ابن عباس كان يقرأ : « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » يعني نبيكم صلى الله عليه وسلم حالاً بعد حال . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن رجل حدّثه ، عن ابن عباس في « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : منزلاً بعد منزل . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » يقول : حالاً بعد حال . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » يعني : منزلاً بعد منزل ، ويقال : أمراً بعد أمر ، وحالاً بعد حال . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي بشر ، قال : سمعت مجاهداً ، عن ابن عباس « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : محمد صلى الله عليه وسلم . حدثنا هناد ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرِمة في قوله « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : حالاً بعد حال . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا هَوْذة ، قال : ثنا عوف ، عن الحسن ، في قوله « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : حالاً بعد حال . حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، قال : سأل حفص الحسن عن قوله : « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : منزلاً عن منزل ، وحالاً عن حال . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا شريك ، عن موسى بن أبي عائشة ، قال : سألت مرّة عن قوله : « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : حالاً بعد حال . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد « لَترْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : حالاً بعد حال . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : حالاً عن حال . قال : ثنا وكيع ، عن نصر ، عن عكرِمة ، قال : حالاً بعد حال . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : لتركبَنّ الأمور حالاً بعد حال . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » يقول : حالاً بعد حال ، ومنزلاً عن منزل . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : « لتَرْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » منزلاً بعد منزل ، وحالاً بعد حال . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، قال : ثنا عمرو ، عن منصور ، عن مجاهد « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : أمراً بعد أمر . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله : « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : أمراً بعد أمر . وقال آخرون ممن قرأ هذه المقالة ، وقرأ هذه القراءة عُنِي بذلك : لتركبنّ أنت يا محمد سماء بعد سماء . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : قال الحسن وأبو العالية « لَترْكَبَنَّ » يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { طَبَقاً عنْ طَبَقٍ } السموات . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن جابر ، عن أبي الضحى ، عن مسروق « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : أنت يا محمد سماء عن سماء . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن الشعبيّ ، قال : سماء بعد سماء . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن عامر ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : سماء فوق سماء . وقال آخرون : بل معنى ذلك : لتركَبُنّ الآخرة بعد الأولى . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : الآخرة بعد الأولى . وقال آخرون ممن قرأ هذه القراءة : إنما عُنِي بذلك أنها تتغير ضروباً من التغيير ، وتُشَقَّقُ بالغمام مرّة ، وتحمرّ أخرى ، فتصير وَرْدة كالدهان ، وتكون أخرى كالمهل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن قيس بن وهب ، عن مرّة ، عن ابن مسعود « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : السماء مرّة كالدِّهان ، ومرّة تَشَقَّق . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : سمعت أبا الزرقاء الهَمْداني ، وليس بأبي الزرقاء الذي يحدِّث في المسح على الجوربين ، قال : سمعت مُرّة الهمداني ، قال : سمعت عبد الله يقول في هذه الآية : « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : السماء . حدثني عليّ بن سعيد الكندىّ ، قال : ثنا عليّ بن غراب ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله في قوله : « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : هي السماء تغبرّ وتحمرّ وتَشَقَّق . حدثنا أبو السائب ، قال : ثني أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، في قوله : « لَترْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : هي السماء تَشَقَّق ، ثم تحمرّ ، ثم تنفطر قال : وقال ابن عباس : حالاً بعد حال . حدثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن الأعمش ، عن إبراهيم قال : قرأ عبد الله هذا الحرف : « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : السماء حالاً بعد حال ، ومنزلة بعد منزلة . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله « لَترْكَبَنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » قال : هي السماء . حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي فروة ، عن مرّة ، عن ابن مسعود أنه قرأها نصباً ، قال : هي السماء . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، قال : هي السماء تغير لوناً بعد لون . وقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة وبعض الكوفيين : { لَترْكَبُنَّ } بالتاء ، وبضمّ الياء ، على وجه الخطاب للناس كافة ، أنهم يركبون أحوال الشدة حالاً بعد حال . وقد ذكر بعضهم أنه قرأ ذلك بالياء ، وبضم الباء ، على وجه الخبر عن الناس كافة ، أنهم يفعلون ذلك . وأولى القراءات في ذلك عندي بالصواب : قراءة من قرأ بالتاء وبفتح الباء ، لأن تأويل أهل التأويل من جميعهم بذلك ورد وإن كان للقراءات الأُخَر وجوه مفهومة . وإذا كان الصواب من القراءة في ذلك ما ذكرنا ، فالصواب من التأويل قول من قال : « لَترْكَبَنَّ » أنت يا محمد حالاً بعد حال ، وأمراً بعد أمر من الشدائد . والمراد بذلك ، وإن كان الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم موجهاً ، جميع الناس ، أنهم يلقون من شدائد يوم القيامة وأهواله أحوالاً . وإنما قلنا : عُنِي بذلك ما ذكرنا ، أن الكلام قبل قوله : { لَترْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ } جرى بخطاب الجميع ، وكذلك بعده ، فكان أشبه أن يكون ذلك نظير ما قبله وما بعده . وقوله : { طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ } من قول العرب : وقع فُلان في بنات طَبَق : إذا وقع في أمر شديد . وقوله : { فَمَالَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } يقول تعالى ذكره : فما لهؤلاء المشركين لا يصدّقون بتوحيد الله ، ولا يقرّون بالبعث بعد الموت ، وقد أقسم لهم ربهم بأنهم راكبون طبقاً عن طبق ، مع ما قد عاينوا من حججه بحقيقة توحيده . وقد : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله { فَمَالَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } : قال : وبهذا الحديث ، وبهذا الأمر . وقوله : { وَإذَا قُرِىءَ عَلَيْهمُ القُرآنُ لا يَسْجُدُونَ } يقول تعالى ذكره : وإذا قُرىء عليهم كتاب ربهم لا يخضعون ولا يستكينون وقد بيَّنا معنى السجود قبلُ بشواهده ، فأغنى ذلك عن إعادته .