Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 84, Ayat: 6-9)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : يا أيها الإنسان إنك عامل إلى ربك عملاً فملاقيه به : خيراً كان عملُك ذلك أو شرًّا يقول : فليكن عملُك مما يُنجيك من سُخْطه ، ويوجب لك رضاه ، ولا يكن مما يُسخطه عليك فتهلك . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { يا أيُّها الإنْسانُ إنَّكَ كادحٌ إلى رَبِّك كَدْحاً فَمُلاقِيهِ } يقول : تعمل عملاً تلقى الله به خيراً كان أو شرًّا . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { يا أيُّها الإنْسانُ إنَّكَ كادحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ } إن كدحك يا ابن آدم لضعيف ، فمن استطاع أن يكون كدحه في طاعة الله فليفعل ، ولا قوّة إلا بالله . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : { إنَّكَ كادحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحاً } قال : عامل له عملاً . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : وسمعته يقول في ذلك { إنَّكَ كادحُ إلى رَبِّكَ كَدْحاً } قال : عامل إلى ربك عملاً ، قال : كدحاً : العمل . وقوله : { فَأمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ } يقول تعالى ذكره : فأما من أُعطي كتاب أعماله بيمينه ، { فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً } بأن ينظر في أعماله ، فيغفر له سيئها ، وَيجازَى على حَسنها . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ، وجاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا جرير ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الواحد بن حمزة ، عن عباد بن عبد الله بن الزُّبير ، عن عائشة ، قالت : سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول : " اللَّهُمَّ حاسِبْني حِساباً يَسِيراً " قلت : يا رسول الله ما الحساب اليسير ؟ قال : " أنْ يَنْظُرَ فِي سَيِّئاتِهِ فَيَتجاوَزُ عَنْهُ ، إنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسابَ يَوْمَئِذٍ هَلَكَ " حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، عن محمد بن إسحاق ، قال : ثني عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير ، عن عباد بن عبد الله بن الزُّبير ، عن عائشة ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته : " اللَّهُمَّ حاسِبْنِي حِساباً يَسِيراً " ، فلما انصرف قلت : يا رسول الله ، ما الحساب اليسير ؟ قال : " يَنْظُرُ فِي كِتابِهِ ، وَيَتَجاوَزُ عَنْهُ ، إنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسابَ يَوْمَئِذٍ يا عائِشَةُ هَلَكَ " حدثنا نصر بن عليّ الجَهْضَميّ ، قال : ثنا مسلم ، عن الحريش بن الخرّيت أخي الزبير ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، قالت : من نُوقش الحساب ، أو من حوسب عذّب ، قال : ثم قالت : إنما الحساب اليسير : عَرْض على الله وهو يراهم . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا أيوب ، وحدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عُلَية ، قال : أخبرنا أيوب ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيامَةِ عُذّبَ " ، فقلت : أليس الله يقول : { فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً } قال : " لَيْسَ ذلكِ الْحِسابُ ، إنَّمَا ذلكِ العَرْضُ ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسابَ يَوْمَ الْقِيامَةُ عُذّبَ " حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا روح بن عبادة ، قال : ثنا أبو عامر الخزاز ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّهُ لَيْسَ أحَدٌ يُحاسَبُ يَوْمَ الْقِيامَةِ إلاَّ مُعَذَّباً " ، فقلت : أليس يقول الله : { فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً } قال : " ذَلِكَ الْعَرْضُ ، إنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسابَ عُذّبَ " ، وقال بيده على أصبعه كأنه ينكته . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { فَسَوْفَ يُحاسَبُ حساباً يَسيراً } قال : الحساب اليسير : الذي يغفر ذنوبه ، ويتقبَّل حسناته ، ويسيرُ الحسابِ : الذي يعفى عنه ، وقرأ : { وَيخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ } ، وقرأ : { أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أصحَابِ الجَنَّةِ } حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن عثمان بن الأسود ، قال : ثني ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، قالت : يا رسول الله { فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً } قال : " ذَلِكَ الْعَرْضُ يا عائِشَةُ ، مَنْ نُوقِشَ الْحِسابَ هَلَكَ " حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عثمان بن عمرو وأبو داود ، قالا : ثنا أبو عامر الخزاز ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ حُوسِبَ عُذّبَ » ، قالت : فقلت : أليس الله يقول : { فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً } قال : " ذَلِكَ الْعَرْضُ يا عاِئشَةُ ، وَمَنْ نُوقِشَ الْحِسابَ عُذّبَ " إن قال قائل : وكيف قيل : { فَسَوْفَ يُحاسَبُ } والمحاسبة لا تكون لا من اثنين ، والله القائم بأعمالهم ، ولا أحد له قِبَل ربه طَلِبة فيحاسبه ؟ قيل : إن ذلك تقرير من الله للعبد بذنوبه ، وإقرار من العبد بها ، وبما أحصاه كتاب عمله ، فذلك المحاسبة على ما وصفنا ، ولذلك قيل : يحاسَب . حدثنا عمرو بن عليّ ، قال : ثنا ابن أبي عديّ ، عن أبي يونس القشيري ، عن ابن أبي مليكة ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَيْسَ أحَدٌ يُحاسَبُ يَوْمَ الْقِيامَةِ إلاَّ هَلَكَ " قالت : فقلت : يا رسول الله { فأمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً } فقال : " ذَلِكَ الْعَرْضُ ، لَيْسَ أحَدٌ يُحاسَبُ يَوْمَ الْقِيامَةِ إلاَّ هَلَكَ " وقوله : { وَيَنْقَلِبُ إلى أهْلِهِ مَسْرُوراً } يقول : وينصرف هذا المحاسَبُ حساباً يسيراً إلى أهله في الجنة مسروراً . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَيَنْقَلِبُ إلى أهْلِهِ مَسْرُوراً } قال : إلى أهل أعدّ الله لهم الجنة .