Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 87, Ayat: 8-13)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : ونسهلك يا محمد لعمل الخير ، وهو اليُسرَى واليُسرَى : هو الفُعلى من اليسر . وقوله : { فَذَكِّرْ إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى } يقول تعالى ذكره : فذكِّر عباد الله يا محمد عظمته ، وعظْهم ، وحذّرهم عقوبته { إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى } يقول : إن نفعت الذكرى الذين قد آيستُك من إيمانهم ، فلا تنفعهم الذكرى . وقوله { فَذَكِّرْ } أمر من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بتذكير جميع الناس ، ثم قال : إن نفعت الذكرى هؤلاء الذين قد آيستك من إيمانهم . وقوله : { سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى } يقول جلّ ثناؤه : سيذَّكَّر يا محمد إذا ذَكَّرت الذين أمرتك بتذكيرهم من يخشى الله ، ويخاف عقابه { ويَتَجَنَّبُها } يقول : ويتجنَّب الذكرى { الأشْقَى } يعني : أشقى الفريقين { الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الكُبْرَى } وهم الذين لم تنفعهم الذكرى . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { فَذَكِّرْ إنْ نَفَعَت الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى } فاتقوا الله ، ما خَشِي الله عبد قطّ إلاَّ ذكره { ويَتَجَنَّبُها الأشْقَى } فلا والله لا يتنكَّب عبد هذا الذكر زهداً فيه وبُغضاً لأهله ، إلاَّ شقيٌّ بَيِّنُ الشقاء . وقوله : { الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الكُبْرَى } يقول : الذي يَرِد نار جهنم ، وهي النار الكبرى ، ويعني بالكبرى لشدّة الحرّ والألم . وقوله : { ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيا } يقول : ثم لا يموت في النار الكُبرى ولا يحيا ، وذلك أن نفس أحدهم تصير فيها في حلقه ، فلا تخرج فتفارقه فيموت ، ولا ترجع إلى موضعها من الجسم فيحيا . وقيل : لا يموت فيها فيستريح ، ولا يحيا حياة تنفعه . وقال آخرون : قيل ذلك ، لأن العرب كانت إذا وصفت الرجل بوقوع في شدة شديدة ، قالوا : لا هو حيّ ، ولا هو ميت ، فخاطبهم الله بالذي جرى به ذلك من كلامهم .