Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 89, Ayat: 20-23)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يعني تعالى ذكره بقوله : { وَتُحِبُّونَ المَالَ حُبًّا جَمًّا } وتحبون جمع المال أيها الناس واقتناءه حباً كثيراً شديداً من قولهم : قد جمّ الماء في الحوض : إذا اجتمع ، ومنه قول زُهير بن أبي سلمى : @ فَلَمَّا وَرَدْنَ المَاءَ زُرْقاً جِمامُهُ وَضَعْنَ عِصِيَّ الْحاضِرِ المُتَخَيِّمِ @@ وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : { وتُحِبُّونَ المَالَ حُبًّا جَمًّا } يقول : شديداً . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { وتُحِبُّونَ المَالَ حُبًّا جَمًّا } فيحبون كثرة المال . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { حُبًّا جَمًّا } قال : الجمّ : الكثير . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وتُحِبُّونَ المَالَ حُباً جَمًّا } : أي حباً شديداً . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { حُبًّا جَمًّا } : يحبون كثرة المال . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { وتُحِبُّونَ المَالَ حُبًّا جَمًّا } قال : الجمّ : الشديد . ويعني جلّ ثناؤه بقوله : { كَلاَّ } : ما هكذا ينبغي أن يكون الأمر . ثم أخبر جلّ ثناؤه عن ندمهم على أفعالهم السيِّئة في الدنيا ، وتلهُّفهم على ما سلف منهم حين لا ينفعهم الندم ، فقال جلّ ثناؤه : { إذَا دُكَّت الأرْضُ دَكًّا دكًّا } يعني : إذا رجت وزُلزلت زلزلة ، وحرّكت تحريكاً بعد تحريك . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله { إذَا دُكَّتِ الأرْضُ دَكًّا دَكًّا } يقول : تحريكها . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثني حرملة بن عمران ، أنه سمع عمر مولى غُفْرة يقول : إذا سمعت الله يقول كلا ، فإنما يقول : كذبت . وقوله : { وَجاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا } يقول تعالى ذكره : وإذا جاء ربك يا محمد وأملاكه صفوفاً صفاً بعد صفّ ، كما : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن جعفر وعبد الوهاب ، قالا : ثنا عوف ، عن أبي المِنهال ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : إذا كان يوم القيامة مدّت الأرض مدّ الأديم ، وزيد في سعتها كذا وكذا ، وجمع الخلائق بصعيد واحد ، جنهم وإنسهم . فإذا كان ذلك اليوم قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها على وجه الأرض ، ولأهل السماء وحدهم أكثر من أهل الأرض جنهم وإنسهم بضعف ، فإذا نثروا على وجه الأرض فزِعوا منهم ، فيقولون : أفيكم ربنا : فيفزعون من قولهم ، ويقولون : سبحان ربنا ليس فينا ، وهو آت ثم تقاض السماء الثانية ، ولأَهل السماء الثانية وحدهم أكثر من أهل السماء الدنيا ومن جميع أهل الأرض بضعف جنهم وإنسهم ، فإذا نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض ، فيقولون : أفيكم ربنا ؟ فيفزعون من قولهم ويقولون : سبحان ربنا ليس فينا ، وهو آت ثم تقاضُ السموات سماء سماء ، كلما قيضت سماء عن أهلها كانت أكثر من أهل السموات التي تحتها ، ومن جميع أهل الأرض بضعف ، فإذا نثروا على وجه الأرض ، فزِع إليهم أهل الأرض ، فيقولون لهم مثل ذلك ، ويرجعون إليهم مثل ذلك ، حتى تُقاض السماء السابعة ، فلأَهل السماء السابعة أكثر من أهل ستِّ سموات ، ومن جميع أهل الأرض بضعف ، فيجيء الله فيهم والأمم جِثِيّ صفوف ، وينادي مناد : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، ليقم الحمادون لله على كل حال قال : فيقومون فيسرحون إلى الجنة ثم ينادي الثانية : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، أين الذين كانت تتجافَى جنوبُهم عن المضاجع ، يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ، ومما رزقناهم ينفقون ؟ فيسرحون إلى الجنة ثم ينادي الثالثة : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم : أين الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، يخافون يوماً تتقلَّب فيه القلوب والأبصار ، فيقومون فيسرحون إلى الجنة فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة خرج عُنُق من النار ، فأشرف على الخلائق ، له عينان تبصران ، ولسان فصيح ، فيقول : إني وُكِّلت منكم بثلاثة : بكلّ جبار عنيد ، فيلقُطُهم من الصفوف لقط الطير حبّ السمسم ، فيحبس بهم في جهنم ، ثم يخرج ثانية فيقول : إني وكلت منكم بمن آذى الله ورسوله فيلقطهم لقط الطير حبّ السمسم ، فيحبس بهم في جهنم ، ثم يخرج ثالثة ، قال عوف ، قال أبو المنهال : حسبت أنه يقول : وكلت بأصحاب التصاوير ، فيلتقطهم من الصفوف لقطَ الطير حبّ السمسم ، فيحبس بهم في جهنم ، فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ، ومن هؤلاء ثلاثة ، نُشرت الصحف ، ووُضعت الموازين ، ودُعي الخلائق للحساب . حدثني موسى بن عبد الرحمن قال : ثنا أبو أُسامة ، عن الأجلح ، قال : سمعت الضحاك بن مزاحم يقول : إذا كان يوم القيامة ، أمر الله السماء الدنيا بأهلها ، ونزل من فيها من الملائكة ، وأحاطوا بالأرض ومن عليها ، ثم الثانية ، ثم الثالثة ، ثم الرابعة ، ثم الخامسة ، ثم السادسة ، ثم السابعة ، فصفوا صفاً دون صفّ ، ثم ينزل الملك الأعلى على مجنبته اليسرى جهنم ، فإذا رآها أهل الأرض ندّوا ، فلا يأتون قطراً من أقطار الأرض إلاَّ وجدوا سبعة صفوف من الملائكة ، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه ، فذلك قول الله : { إنّي أخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ يَوْمَ تُوَلَّونَ مُدْبِرِينَ مالَكُمْ مِنَ اللّهِ مِنْ عاصِمٍ } ، وذلك قوله : { وَجاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } وقوله : { يا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإنْسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ تَنْفُذُوا مِنْ أقْطارِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ فانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إلاَّ بِسُلْطانٍ } ، وذلك قول الله : { وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ وَالمَلَكُ على أرْجائِها } حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربيّ ، عن إسماعيل بن رافع المدني ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن محمد بن كعب القُرَظي ، عن رجل من الأنصار ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " « تُوْقَفُونَ مَوْقِفاً وَاحِداً يَوْمَ الْقِيامَةِ مِقْدَارَ سَبْعِينَ عاماً لا يُنْظُرُ إلَيْكمْ وَلا يُقْضَى بَيْنَكمْ . قَدْ حُصِرَ عَلَيْكمْ ، فَتَبْكُونَ حتى يَنْقَطِعَ الدَّمْعُ ، ثُمَّ تَدْمَعُونَ دَماً ، وَتَبْكُونَ حتى يَبْلُغَ ذلكَ مِنْكمْ الأذْقانَ ، أوْ يُلْجِمَكُمْ فَتَضُجُّونَ ، ثُمَّ تَقُولُونَ مَنْ يَشْفَعْ لَنا إلى رَبِّنا ، فَيَقْضِيَ بَيْنَنا ، فَيَقُولُونَ مَنْ أحَقُّ بِذلكَ مِنْ أبِيكُمْ ؟ جَعَلَ اللّهُ تُرْبَتَهُ ، وَخَلْقَهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ، وكَلَّمَهُ قَبْلاً ، فَيُؤْتَى آدَمُ صَلى اللّهُ عليهِ وسلَّمَ فَيُطْلَبُ ذلكَ إلَيْهِ ، فَيأْبَى ، ثُمَّ يَسْتَقْرُونَ الأنْبِياءَ نَبِيًّا نَبِيًّا ، كُلَّما جاءُوا نَبِيًّا أَبى » " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حتى يأْتُونِي ، فإذَا جاءُونِي خَرَجْتُ حتى آتِي الفَحْصَ " قال أبو هريرة : يا رسول الله ، ما الفحص ؟ قال : " قُدَّامَ العَرْشِ ، فأخِرَّ ساجِداً ، فَلا أزَالُ ساجِداً حتى يَبْعَثَ اللّهُ إليَّ مَلَكاً ، فَيأخُذَ بعَضُدِي ، فَيرْفَعَنِي ثُمَّ يَقُولُ اللّهُ لي : مُحَمدُ ، وَهُوَ أعْلَمُ ، فأقُولُ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : ما شأنُكَ ؟ فأقول : يا رَبِّ وَعَدْتَنِي الشَّفاعَةَ ، شَفِّعْنِي فِي خَلْقِكَ فاقْضِ بَيْنَهُمْ ، فَيَقُولُ : قَدْ شَفَّعْتُكَ ، أنا آتِيكُمْ فأقَضِي بَيْنَكمْ " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأنْصَرِفُ حتى أقِفَ مَعَ النَّاسِ ، فَبَيْنا نَحْنُ وُقُوفٌ ، سَمِعْنا حِسًّا مِنَ السَّماءِ شَدِيداً ، فَهالَنا ، فَنزَلَ أهْلُ السَّماءُ الدُّنْيا بِمِثْلَيْ مَنْ فِي الأرْضِ مِنَ الجِنّ والإنْسِ ، حتى إذَا دَنَوْا مِنَ الأرْضِ ، أشْرَقَتِ الأرْضُ بِنَورِهِمْ ، وأخَذُوا مَصَافَّهُمْ ، وَقُلْنا لَهُمْ : أفِيكُمْ رَبُّنا ؟ قالُوا : لا ، وَهُوَ آتٍ . ثُمَّ يَنْزِلُ أهْلُ السَّماءِ الثَّانِيَةِ بِمِثْلَيْ مَنْ نَزَلَ مِنَ المَلائِكَةِ ، وَبِمِثْليْ مَنْ فِيها مِنَ الجِنِّ وَالإنْسِ ، حتى إذَا دَنَوْا مِنَ الأرْضِ ، أشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِهِمْ ، وأخَذُوا مَصَافَّهُمْ ، وَقُلْنا لَهُمْ : أفِيكُمْ رَبُّنا : قالُوا : لا ، وَهُوَ آتٍ . ثُمَّ نَزَلَ أهْلُ السَّمَوَاتِ عَلى قَدْرِ ذلكَ مِنَ الضِّعْفِ ، حتى نَزَلَ الجَبَّارُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ وَالمَلائِكَةِ ، ولَهُمْ زَجَلٌ مِنْ تَسْبِيحِهِمْ ، يَقُولُونُ : سُبْحانَ ذي المُلْك وَالمَلَكُوتِ سُبْحانَ رَبِّ العَرْشِ ذِي الجَبرُوتِ سُبْحانَ الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ سُبْحانَ الَّذي يُمِيتُ الخَلائِقُ وَلا يَمُوتُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ قُدُّوسٌ قُدُوسٌ ، سُبْحانَ رَبِّنا الأعْلَى سُبْحانَ ذِي الجَبرُوتِ وَالمَلَكُوتِ والْكِبْرِياءِ والسُّلْطانِ والعَظَمَةِ سُبْحانَهُ أبَداً أبَداً يَحْمِلُ عَرْشَهُ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ، وَهُمُ اليَوْمَ أرْبَعَةٌ ، أقْدامُهُمْ على تُخُومِ الأرْضِ السُّفْلَى والسَّمَوَاتِ إلى حُجَزِهِمْ ، وَالعَرْشُ عَلى مَناكِبهِمْ ، فَوَضَعَ اللّهُ عَرْشَهُ حَيْثُ شاء مِنَ الأرْضِ ، ثُمَّ يُنادِي بِنِدَاء يُسْمِعُ الخَلائِقَ ، فَيَقُولُ : يا مَعْشَرَ الجِنِّ والإنْسِ ، إنِّي قَدْ أنْصَتُّ مُنْذُ يَوْمِ خَلَقْتُكُمْ إلى يَوْمِكُمْ هَذَا ، أسْمَعُ كَلامَكُمْ ، وأُبْصِرُ أعمالَكمْ ، فأنْصِتُوا إليَّ ، فإنَّمَا هِيَ صُحُفُكُمْ وأعمالُكمْ تُقْرأُ علَيْكمْ ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْراً فَلْيَحْمَدِ اللّهِ ، وَمَنْ وَجَد غيرَ ذلكَ فَلا يَلُومَنَّ إلاَّ نَفْسَهُ . ثُمَّ يأْمُرُ اللّهُ جَهَنَّمَ فَتُخْرِجُ مِنْها عُنُقاً ساطِعاً مُظْلِماً ، ثُمَّ يَقُولُ اللّهُ : { ألَمْ أعْهَدْ إلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ … ، إنَّه لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } إلى قوله : { هَذِهِ جَهَنَّمُ التي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ وَامْتازُوا الْيَوْمَ أيُّها المُجْرِمُونَ } فيتميز الناس ويَجْثُونَ ، وَهيَ التي يَقُولُ اللّهُ : { وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةٍ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إلى كِتابِها ، الْيَوْمَ … } الآية ، فَيَقْضِي اللّهُ بَينَ خَلْقِهِ ، الجِنّ والإنْسَ وَالْبَهائمَ ، فإنَّهُ لَيَقِيدُ يَوْمَئِذٍ للجَمَّاءِ مِنْ ذَاتِ القُرُونِ ، حتى إذَا لَمْ يَبْقَ تَبِعَةٌ عِنْدَ وَاحِدَةٍ لأُخْرَى ، قال اللّهُ : كُونُوا تُرَاباً ، فَعنْدَ ذلكَ يَقُولُ الكافِرُ : يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً ، ثُمَّ يَقْضِي اللّهُ سُبْحانَهُ بَينَ الجِنْ والإنْس " حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَجاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا } : صفوف الملائكة . وقوله : { وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } يقول تعالى ذكره : وجاء الله يومئذٍ بجهنم ، كما : حدثنا الحسن بن عرفة قال : ثنا مروان الفزاريّ ، عن العلاء بن خالد الأسديّ ، عن شقيق بن سلمة ، قال : قال عبد الله بن مسعود ، في قوله : { وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } قال : جيء بها تُقاد بسبعين ألف زمام ، مع كلّ زمام سبعون ألف ملك يقودونها . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن عاصم قال : بَهدلة ، عن أبي وائل : { وَجِيءَ يَوْمَئذٍ بِجَهَنَّمَ } قال : يُجاء بها يوم القيامة تُقاد بسبعين ألف زمام ، مع كلّ زمام سبعون ألف ملك . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا الحكم بن بشير ، قال : ثنا عمرو بن قيس ، عن قتادة ، قال : جنَبتيه : الجنة والنار قال : هذا حين ينزل من عرشه إلى كرسيه ، لحساب خلقه ، وقرأ : { وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهنَّمَ } قال : جيء بها مزمومة . وقوله : { يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسانُ } يقول تعالى ذكره : يومئذٍ يتذكر الإنسان تفريطه في الدنيا في طاعة الله ، وفيما يقرّب إليه من صالح الأعمال { وَأنَّى لَهُ الذِّكْرَى } يقول : من أيّ وجه له التذكير . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { وَأنَّى لَهُ الذِّكْرَى ؟ } يقول : وكيف له ؟