Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 78-81)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِن كَانَ أَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ } { إِن } مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف . أي : وإن الشأن كان أصحاب الأيكة . وهم قوم شعيب عليه السلام . كانوا يسكنون أيكة ، وهي بقعة كثيرة الأشجار ، فظلموا بأنواع من الظلم ، من شركهم بالله وقطعهم الطريق ونقصهم المكيال والميزان . فبعث الله إليهم شعيباً عليه السلام فكذبوه . { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ } أي : بعذاب الظلة ، وهي سحابة أظلتهم بنار تقاذفت منها ، فأحرقتهم { وَإِنَّهُمَا } يعني قرى قوم لوط والأيكة { لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } أي : طريق واضح . وقد كانوا قريباً من قوم لوط ، بعدهم في الزمان ومسامتين لهم في المكان . ولهذا لما أنذرهم شعيب قال { وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ } [ هود : 89 ] . { وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ ٱلحِجْرِ ٱلْمُرْسَلِينَ } يعني ثمود ، كذبوا صالحاً عليه السلام . ومن كذب واحداً من الأنبياء عليهم السلام ، فقد كذب الجميع ؛ لاتفاقهم على التوحيد والأصول التي لا تختلف باختلاف الأمم والأعصار . و { ٱلحِجْرِ } واد بين المدينة والشام كانوا يسكنونه . معروف ، يجتازه ركب الحج الشامي . { وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } يعني بالآيات ما دلهم على صدق دعوى نبيهم . كالناقة التي أخرجها الله لهم بدعاء صالح من صخرة صماء . وكانت تسرح في بلادهم . { لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } [ الشعراء : 155 ] فلما عتوا وعقروها ، قال : { تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } [ هود : 65 ] .