Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 266-266)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ ٱلْكِبَرُ } أي : كبر السن . فإن الفاقة والعالة في الشيخوخة أصعب { وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ } صغار لا قدرة لهم على الكسب { فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ } أي ريح شديدة { فِيهِ نَارٌ فَٱحْتَرَقَتْ } تلك الجنة وبقى صاحبها بمضيعة مع ضعفه وثقل ظهره بالعيال وقلة المال . والمعنى تمثيل حال من يفعل الأفعال الحسنة ، ويضم إليها ما يحبطها ، كرياء وإيذاء ، في الحسرة والأسف إذا كان يوم القيامة ، واشتدت حاجته إليها وجدها محبطة بحال مَنْ هذا شأنه . { كَذَلِكَ } أي : مثل هذا البيان { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } أي : فيها . فتعتبرون بها . وروى البخاريّ في التفسير عن عُبَيد بن عمير قال : قال عمر رضي الله تعالى عنه يوماً لأصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم : فيمَ ترون هذه الآية نزلت : { أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ } قالوا : الله أعلم . فغضب عمر فقال : قولوا : نعلم أو لا نعلم . فقال ابن عباس : في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين . قال عمر : يا ابن أخي قل ولا تَحقر نفسك . قال ابن عباس : ضربت مثلاً لعملٍ . قال عمر : أيّ عمل ؟ قال ابن عباس لعملٍ . قال عمر : لرجل غنيّ يعمل بطاعة الله عز وجل . ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي . حتى أغرق أعماله . قال ابن كثير : وهو من أفراد البخاريّ . ولابن جرير من طريق عطاء عن ابن عباس معناه : أيود أحدكم أن يعمل عمره بعمل الخير حتى إذا كان حين فنى عمره ختم ذلك بعمل أهل الشقاء فأفسد ذلك فأحرقه .