Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 82-82)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } من عادة التنزيل العزيز أنه لا يذكر فيه آية الوعيد إلا ويتلوها آية في الوعد . وذلك لفوائد : منها : ليظهر بذلك عدله سبحانه ؛ لأنه لما حكم بالعذاب الدائم على المصرين على الكفر ، وجب أن يحكم بالنعيم الدائم على المصرّين على الإيمان . ومنها : أن المؤمن لا بد وأن يعتدل خوفه ورجاؤه . وذلك الاعتدال لا يحصل إلا بهذا الطريق . ومنها : أنه يظهر بوعده كمال رحمته ، وبوعيده كمال حكمته ، فيصير ذلك سبباً للعرفان . وقد قدمنا عند قوله تعالى : { وَبَشِّرِ ٱلَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ } [ البقرة : 25 ] أن السلف أجمعوا على أن الإيمان قول وعمل . فإذا عطف عليه العمل ، فإما أن يكون من عطف الخاص على العام ، أو يقال : لم يدخل فيه ولكن مع العطف ، كما في اسم الفقير والمسكين ، فتذكر . قال الراغب : في هذه الآية دليل على أن قوله تعالى من قبلُ { بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً } [ البقرة : 81 ] هو الكفر ، وإحاطةُ الخطيئة به ، الأعمال السيئةُ ، وذلك لما قابله به من الإيمان والأعمال الصالحة . ثم شرع ، سبحانه ، يقيم الدليل على أنهم ممن أحاطت به خطيئته فقال : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ … } .