Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 29-30)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ } أي : تردن رسوله . قال أبو السعود : وذكر الله عز وجل ، للإيذان بجلالة محله عليه السلام ، عنده تعالى : { فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً } أي : لا يقدر قدره . ولما خيّرهن النبيّ صلّى الله عليه وسلم ، واخترن الله ورسوله ، أدبهن الله وهددهن ، للتوقي عما يسوء النبيّ صلّى الله عليه وسلم ، ويقبح بهن من الفاحشة . وأوعدهن بتضعيف العذاب بقوله تعالى : { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ } أي : بيّن الشرع والعقل قبحها ، إن قرئ بالفتح . أو مبيِّنة قبحها بنفسها من غير تأمل ، إن قرئ بالكسر { يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } أي : ضعفي عذاب غيرهن . قال القاضي : لأن الذنب منهن أقبح ، فإن زيادة قبحه تتبع زيادة فضل المذنب والنعمة عليه ، ولذلك جعل حدّ الحرّ ضعفي حد العبد ، وعوتب الأنبياء بما لا يعاتب به غيرهم { وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } لعموم قدرته .