Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 27-27)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ } أي : على هؤلاء البغاة الحسدة من اليهود وأشباههم { نَبَأَ ٱبْنَيْ ءَادَمَ } هابيل وقابيل ، ملتبساً { بِٱلْحَقِّ } أي : الصدق والصحة موافقاً لما في كتبهم { إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً } أي : ما يتقرب به إلى الله تعالى من نسيكة أو صدقةٍ . وكان هابيل راعيَ غنم ، وقابيل يحرث الأرض ، فقدّم هابيل شيئاً من أبكار غنمه ومن سمانها ، وقدّم قابيل شيئاً رديئاً من ثمر الأرض { فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا } وهو هابيل ، { وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلآخَرِ } وهو قابيل ، { قَالَ } قابيل لهابيل : { لأَقْتُلَنَّكَ } على قبول قربانك ، { قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } أي : إنما أتيتَ من قبل نفسك , لانسلاخها من لباس التقوى ، لا من قبلي . فلِمَ تقتلني ؟ ومالك لا تعاتب نفسك ولا تحملها على تقوى الله التي هي السبب في القبول ؟ فأجابه بكلام حكيمٍ مختصرٍ جامعٍ لمعانٍ ، وفيه دليل على أن الله تعالى لا يقبل طاعة إلا من مؤمن مُتَّق ، فما أنعاه على أكثر العاملين أعمالهم ! وعن عامر بن عبد الله : أنه بكى حين حضرته الوفاة : فقيل له : ما يبكيك فقد كنت وكنت ؟ قال : إني أسمع الله يقول : { قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } . كذا في ( الكشاف ) . وروى ابن أبي حاتم عن معاذ بن جبل قال : يحبس الناس في بقيع واحد فينادي منادٍ : أين المتقون ؟ فيقومون في كنفٍ من الرحمن لا يحتجب الله منهم ولا يستتر . قلت : مَنْ المتقون ؟ قال : قوم اتقوا الشركَ وعبادةَ الأوثان وأخلصوا العبادة . فيمرون إلى الجنة .