Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 28-28)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَئِن بَسَطتَ } أي : مددت { إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي } أي : ظلماً { مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ } أي : دفعاً { إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } أي : من أن أصنع كما تريد أن تصنع . وفي ( الصحيحين ) : عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " " إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار " . قالوا : يا رسول الله ، هذا القاتل . فما بال المقتول ؟ قال : " إنه كان حريصاً على قتل صاحبه " " . وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذيّ في حديث سعد بن أبي وقاص قال : " قلت : يا رسول الله ، أرأيت إن دخل بيتي وبسط يده ليقتلني ؟ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كن كابن آدم " - وتلا - { لَئِن بَسَطتَ } … الآية " . قال المهايميّ في تفسير هذه الآية : أي : إني وإن لم أكن في الدفع ظالماً - أخاف الله أن يكره مني هدم بنيانه الجامع ليظهر فيه من حيث كونه رب العالمين . انتهى . وهو منزع صوفيّ لطيف . وقال أبو السعود : فيه من إرشاد قابيل إلى خشية الله تعالى ، على أبلغِ وجهٍ وآكده ، ما لا يخفى ؛ كأنه قال : إني أخافه تعالى إن بسطت يدي إليك لأقتلك ، أن يعاقبني . وإن كان ذلك مني لدفع عداوتك عني ، فما ظنّك بحالك وأنت البادئ العادي ؟ وفي وصفه تعالى بربوبيّة العالمين تأكيدٌ للخوف . قيل : كان هابيل أقوى منه ، ولكن تحرّج عن قتله واستسلم خوفاً من الله تعالى ؛ لأن القتل للدفع لم يكن مباحاً حينئذٍ . وقيل : تحرياً لما هو الأفضل ، حسبما قال عليه الصلاة والسلام : " كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل " ويأباه التعليل بخوفه تعالى ، إلا أن يدعي أنَّ ترك الأولى عنده بمنزلة المعصية في استتباع الغائلة ، مبالغة في التنزه . انتهى .