Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 72-72)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ } . قال الرازيّ : هذا قول اليعقوبية منهم . يقولون إن مريم ولدت إلهاً . قال : ولعل معنى هذا المذهب أنهم يقولون : إن الله تعالى حلّ في ذات عيسى واتّحد بها ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً . وقد سبق الكلام على مثل هذه الآية في هذه السورة مفصّلاً ، فتذكّر . ثم بين تعالى أنهم صمّوا عن مقالات عيسى الداعية إلى التوحيد ، كما عَمُوا عما فيه من أمارات الحدوث ، بقوله سبحانه : { وَقَالَ ٱلْمَسِيحُ يَابَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } ولم يقل اعبدوني . ثم صرّح بقوله : { رَبِّي وَرَبَّكُمْ } قلعاً لمادة توهم الاتحاد { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ } كيف والشرك أعظم وجوه الظلم { وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } أي : ما لهم من أحد ينصرهم بإنقاذهم من النار ، إما بطريق المغالبة أو بطريق الشفاعة . والجمع لمراعاة المقابلة بـ ( الظالمين ) ؛ و ( اللام ) إما للعهد ، والجمع باعتبار معنى ( مَنْ ) كما أن الإفراد في الضمائر الثلاثة باعتبار لفظها . وإما للجنس وهم داخلون فيه دخولاً أولياً ووضعه على الأول موضع الضمير ، للتسجيل عليهم بأنهم ظلموا بالإشراك وعدلوا من طريق الحقّ . والجملة تذييل مقرِّر لما قبله . وهو إمّا من تمام كلام عيسى عليه السلام ، وإمّا وارد من جهته تعالى ، تأكيداً لمقالته عليه السلام ، وتقريراً لمضمونها . أفاده أبو السعود . ثم بيّن تعالى كفر طائفةٍ أخرى منهم بقوله سبحانه : { لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ … } .