Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 5-7)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } أي : يجريان بحساب معلوم مقدّر في بروجهما ومنازلهما ، به تتسق أمور الكائنات السفلية ، وتختلف الفصول والأوقات ، ويعلم السنون والحساب . { وَٱلنَّجْمُ } أي : النبات الذي ينجم ، أي : يطلع من الأرض ولا ساق له . { وَٱلشَّجَرُ } أي : الذي له ساق { يَسْجُدَانِ } أي : ينقادان لله فيما يريد بهما طبعاً ، انقياد الساجد من المكلّفين طوعاً . فهو استعارة مصرّحة تبعيّة ، شبّه جريهما على مقتضى طبيعته ، بانقياد الساجد لخالقه والجملة - إن كانت خبراً عن الرحمن لعطفها على الخبر - فالرابط محذوف لوضوحه ، أي : بحسبانه ويسجدان له . أو مستأنفة ، فالقطع لأنها مسوقة لغرض آخر . وإدخال العاطف بينهما لما أن الشمس والقمر سماويّان ، والنجم والشجر أرضيّان ، فبينهما مناسبة بالتقابل ، وبانقياد الكل لإرادته . { وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا } أي : خلقها مرفوعة . { وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ } أي : العدل بين خلقه في الأرض . قال القاشانيّ : أي : خفض ميزان العدل إلى أرض النفس والبدن ، فإن العدالة هيئة نفسانية ، لولاها لما حصلت الفضيلة الإنسانية . ومنه الاعتدال في البدن الذي لو لم يكن ، لما وجد ، ولم يبق . ولمّا استقام أمر الدين والدنيا بالعدل ، واستتبّ كمال النفس والبدن به ، بحيث لولاه لفسد - أمر بمراعاته ومحافظته قبل تعديد الأصول بتمامها ، لشدّة العناية به ، وفرط الاهتمام بأمره .