Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 11-11)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } قال أبو السعود : ندب بليغ من الله تعالى إلى الإنفاق في سبيله ، بعد الأمر به ، والتوبيخ على تركه ، وبيان درجات المنفقين . أي : من ذا الذي ينفق ماله في سبيله تعالى رجاء أن يعوضه ، فإنه كمن يقرضه . وحسن الإنفاق بالإخلاص فيه ، وتحري أكرم المال ، وأفضل الجهات له . فالقرض مجاز عن حسن إنفاقه مخلصاً في أفضل جهات الإنفاق . وذلك إما بالتجوز في الفعل ، فيكون استعارة تبعية تصريحية ، أو في مجموع الجملة ، فيكون استعارة تمثيلية . وقد زعم بعضهم أنها مقصورة على النفقة في القتال ، وآخرون على نفقة العيال . قال ابن كثير : والصحيح أنه أعم من ذلك ، فكلّ من أنفق في سبيل الله بنيّة خالصة ، وعزيمة صادقة ، ودخل في عموم هذه الآية . وهو جليّ ، وقد أسلفنا بيانه مراراً . وقوله تعالى : { فَيُضَاعِفَهُ لَهُ } أي : يعطيه ثوابه أضعافاً مضاعفة ، { وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } أي : جزاء شريف جميل . والجملة حالية ، أو معطوفة مشيرة إلى أن الأجر كما زاد كَمُّهُ ، زاد كَيْفهُ .