Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 12-12)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَوْمَ تَرَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم } أي : لكونهم على الصراط المستقيم ، متوجهين إليه تعالى . و ( النور ) إما حقيقيّ حسيّ , على ما روي عن ابن مسعود : أن نورهم على قدر أعمالهم ، منهم من نوره مثل الجبل ، ومنهم من نوره مثل النخلة ، ومنهم من نوره مثل الرجل القائم ، فدون ذلك . قيل : وإنما خصصت تلك الجهات ؛ لأن منها أخذت صحف الأعمال ، فجعل الله معها نوراً يعرف به أنهم من أصحاب اليمين ، وإما مجازيّ معنويّ مراد به ما يكون سبباً للنجاة ، واختاره ابن جرير ، وأيده بقوله : لو عني بذلك النور ، الضوء المعروف ، لم يخص عنه الخبر بالسعي بين الأيدي والأيمان ، دون الشمائل ؛ لأن ضياء المؤمنين الذين يؤتونه في الآخرة يضيء لهم جميع ما حولهم ، وفي تخصيص الخبر عن سعيه بين أيديهم وبأيمانهم ، دون الشمائل ، ما يدل على أنه معنيّ به غير الضياء وإن كانوا لا يخلون من الضياء . فتأويل الكلام إذ كان الأمر على ما وصفنا : وكلاً وعد الله الحسنى يوم ترون المؤمنين والمؤمنات يسعى ثواب إيمانهم وعملهم الصالح بين أيديهم وفي أيمانهم كتب أعمالهم تَطَايَرُ . ويعني بقوله { يَسْعَىٰ } يمضي والباء في قوله : { وَبِأَيْمَانِهِم } بمعنى ( في ) وكان بعض نحويي البصرة يقول : الباء في قوله : { وَبِأَيْمَانِهِم } بمعنى ( على أيمانهم ) وقوله : { يَوْمَ تَرَى } من صلة ( وَعَد ) . انتهى . { بُشْرَاكُمُ ٱلْيَوْمَ جَنَّاتٌ } أي : يقول لهم من يتلقاهم من الملائكة : بشراكم أي : المبشَّر به جنات أو بشراكم دخول جنات . وقد قيل : إن البشارة تكون بالأعيان فلا حاجة لتقدير مضاف تصحيحاً للحمل . { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } .