Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 3-3)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً } قال ابن جرير : طبقاً فوق طبق ، بعضها فوق بعض . وقال المهايمي : أي : يوافق بعضها بعضاً بلا تضاد ، ليتم أمر الحكمة في الكوائن والفواسد . وقال بعض علماء الفلك : اعلم أن لفظ ( السماء ) يطلق لغة على كل ما علا الإنسان ، فإنه من السمو ، وهو العلو ، فسقف البيت سماء ، ومنه قوله تعالى : { فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى ٱلسَّمَآءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ } [ الحج : 15 ] أي : فليمدد بحبل إلى سقف بيته . وهذا الفضاء اللانهائي سماء . ومنه قوله تعالى : { كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ } [ إبراهيم : 24 ] . والسحاب سماء ، ومنه قوله تعالى { وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } [ البقرة : 22 ] والكواكب سماوات . فالسماوات السبع المذكورة كثيراً في القرآن الشريف ، هي هذه السيارات السبع ، وهي طباق ، أي : أن بعضها فوق بعض ، لأن فلك كل منها فوق فلك غيره . { مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ } أي : تخالف وعدم تناسب في رعاية الحكمة ، بل راعاها في كل خلقه . { فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ } أي : إن شككت ، فكرر النظر { هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ } أي : خلل . وأصل ( الفطور ) الصدوع والشقوق . أريد به لازمه . كذا قالوه ، والصحيح أنه على حقيقته أي : هل ترى من انشقاق وانقطاع بين السماوات ، بحيث تذهب باتصالات الكواكب فتفرقها ، وتقطع علاقاتها وأحبال تجاذبها ؟ كلا ! بل هي متجاذبة ، مرتبط بعضها ببعض من كل جهة ، كما تقدم في سورة ( ق ) في آية : { أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } [ ق : 6 ] .