Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 47-47)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً } أي : فخراً بالشجاعة { وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ } أي : طلباً للثناء بالسماحة والشجاعة { وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } أي : لا تكونوا كأبي جهل وأصحابه ، وقد أتاهم رسول أبي سفيان ، وهم بالجحفة : أن ارجعوا ، فقد سلمت عيركم ، فأبوا ، وقالوا : لا نرجع حتى نأتي بدراً ، فننحر بها الجزر ، ونسقي به الخمر ، وتعزف علينا فيه القيان ، وتسمع بنا العرب . فذلك بطرهم ورئاؤهم الناس بإطعامهم . فوافوها ، فَسُقُوا كؤوس المنايا مكان الخمر ، وناحت عليهم النوائح مكان القيان ، أي : لا يكن أمركم رياء ولا سمعة ولا التماس ما عند الناس ، وأخلصوا لله النية والحسبة ، في نصر دينكم ، ومؤازرة نبيكم ، لا تعملوا إلا لذلك ، ولا تطلبوا غيره . و ( الرئاء ) مصدر ( راءي ) ، إذا أظهر العمل للناس ليروه غفلة عن الخالق ، وقد يقال راياه مراياة ورياء ، على القلب . و { بَطَراً وَرِئَآءَ } إما مفعول من أجله ، أو مصدر في موضع الحال . و { وَيَصُدُّونَ } إما حال ، بتأويل اسم الفاعل ، أو بجعله مصدر فعل هو حال ، وإما مستأنف . ونكتة التعبير بالإسم أولاً ثم الفعل ، الإعلام بأن البطر والرياء دأبهم ، بخلاف الصد فإنه تجدد لهم في زمن النبوة .