Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 125-126)
Tafsir: Tafsīr al-Manār
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً } معطوف على ما قبله والمعنى واذكر أيّها الرسول - أو أيّها الناس - إذ جعلنا البيت الحرام مثابة للناس وأمناً ، أي ذا أمن ، بأن خلقنا - بما لنا من القدرة - في قلوب الناس من الميل إلى حَجّه والرحلة إليه المرّة بعد المرّة من كلّ فج وصوب ما كان به مثابة لهم ، ومن احترامه وتعظيمه وعدم سفك دم فيه ما كان به أمناً . ولفظ " البيت " من الأعلام الغالبة على بيت الله الحرام بمكّة ، كالنجم على الثريا ، كان كلّ عربي يفهم هذا من إطلاق الكلمة . يذكّر الله تعالى العرب بهذه النعمة ، أو النعم العظيمة وهي جعل البيت الحرام مرجعاً للناس يقصدونه ثم يثوبون إليه ، ومأمناً لهم في تلك البلاد بلاد المخاوف التي يتخطّف الناس فيها من كل جانب ، وبدعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام للبيت وأهله المؤمنين . وفي هذا التذكير ما فيه من الفائدة في تقرير دعوة النبيّ صلى الله عليه وسلم وبيان بنائها على أصول ملّة إبراهيم ، الذي تحترمه قريش وغيرها من العرب ، وقد اختار المثابة على نحو القصد والمزار ؛ لأن لفظ المثابة يتضمّن هذا وزيادة فإنّه لا يقال : ثاب المرء إلى الشيء ، إلاّ إذا كان قصده أوّلاً ثم رجع إليه . ولمّا كان البيت معبداً وشعاراً عاماً ، كان الناس الذين يدينون بزيارته ، والقصد إليه للعبادة يشتاقون الرجوع إليه ، فمن سهل عليه أن يثوب إليه فعل ، ومَنْ لم يتمكن من الرجوع إليه بجثمانه ، رجع إليه بقلبه ووجدانه . وكونه مثابة للناس أمر معروف في الجاهليّة والإسلام ، وهو يصدق برجوع بعض زائريه إليه ، وحنين غيرهم وتمنّيهم له عند عجزهم عنه . وكذلك جعله أمناً معروف عندهم فقد كان الرجل يرى قاتل أبيه في الحرم فلا يزعجه ، على ما هو معروف عندهم من حب الإنتقام والتفاخر بأخذ الثأر . الأستاذ الإمام : قد يقال : ما وجه المنّة على العرب عامة بكون البيت أمناً للناس ، والفائدة فيه إنّما هي للجناة والضعفاء الذين لا يقدرون على المدافعة عن أنفسهم ؟ والجواب عن هذا : أنّه ما من قويّ إلاّ ويوشك أن يضطر في يوم من الأيام إلى مفزع يلجأ إليه لدفع عدو أقوى منه ، أو لهدنة يصطلح في غضونها مع خصم يرى سلمه خيرا من حربه ، وولاءه أولى من عدائه ، فبلاد كلّها أخطار ومخاوف لا راحة فيها لأحد . وقد بيّن الله المنّة على العرب إذ جعل لهم مكاناً آمناً بقوله في سورة العنكبوت : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَكْفُرُونَ } [ العنكبوت : 67 ] . قال تعالى : { وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } قرأ نافع وابن عامر { واتخذوا } بفتح الخاء ، على أنّه فعل ماض معطوف على " جعلنا " والباقون بكسرها ، على أنّه أمر ، أي وقلنا اتخذوا ، أو قائلين اتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى . فحذف القول للإيجاز ، وفائدته أن يستحضر ذهن التالي أو السامع المأمورين حاضرين ، والأمر يوجّه إليهم ، فهو تصوير للماضي بصورة الحاضر ، ليقع في نفوس المخاطبين بالقرآن أن الأمر يتناولهم ، وأنّه موجّه إليهم كما وجّه إلى سلفهم في عهد أبيهم إبراهيم ، وهم ولده إسماعيل وآل بيته ، ومَنْ أجاب دعوتهما إلى حجّ البيت ، لأنّه حكاية تاريخية سيقت للفكاهة والتسلية ، بل شريعة ودين . وهذا القول أحسن من قول بعضهم : إن " اتخذوا " أمر لأمّة محمّد صلى الله عليه وسلم ؛ لأن ذلك القول يقتصر على معنى صيغة الأمر . وما قلنا يتضمّن - مع ذلك - معنى القراءة بصيغة الماضي الدالة على أن إبراهيم ومَنْ معه قد اتخذوا مقامه مصلّى ، ولأنّه أبلغ لما فيه من تحريك شعور الخلف بشرف عمل السلف وبعثهم على الإقتداء بهم . و " مقام " اسم مكان من القيام . وقد اختلف المفسّرون في مقام إبراهيم ، فقال بعضهم : إنّه الحجر الذي كان يقوم عليه عند بناء الكعبة . قاله ابن عباس وجابر وقتادة وغيرهم ورواه البخاري ، وعليه مفسّرنا ( الجلال ) . وقال آخرون : إنّه الحرم كلّه ، وهو مروي عن النخعي ومجاهد . وروي عن ابن عباس وعطاء أنّه مواقف الحج كلّها ، وقال الشعبي : إنّه عرفة ومزدلفة والجمار . واختلفوا أيضاً في تفسير المصلّى فقال مَنْ فسّر المقام بالحجر : إنّه مكان الصلاة ، أي صلاتنا المخصوصة ، وعليه الجلال واستدلّوا له بحديث جابر عند مسلم قال : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا فرغ من طوافه عمد إلى مقام إبراهيم فصلّى خلفه ركعتين وقرأ الآية " وذهب الآخرون إلى أن المراد بالمصلّى موضع الصلاة بمعناها اللغويّ العام ، وهو الدعاء والتوجّه إلى الله تعالى وعبادته مطلقاً . والأستاذ الإمام يرجّح قول هؤلاء ، وذكر من دليله : إن الحجر لا يسع الصلاة المخصوصة ؛ ولذلك قال جابر : " إن النبيّ صلّى خلفه " فكيف يُتّخذ منه محلّ للصلاة ؟ وأجاب عن حديث مسلم وحديث أبي نعيم مرفوعاً " هذا مقام إبراهيم " بأنّه ليس فيهما ما يدلّ على أن الحجر هو المراد بمقام إبراهيم في الآية دون غيره ، وإنّما صلاته تدلّ على أن الصلاة هناك مشروعة ، على أن في سند حديث أبي نعيم مقالا ، والخطاب في الأصل للمؤمنين في زمن إبراهيم عليه السلام ، ولم تكن صلاتنا هذه صلاتهم ، فحمل المقام على جميع شعائر الحج التي قام فيها إبراهيم ، والصلاة على معناها اللغويّ الذي يشمل صلاة إبراهيم ومَنْ كان معه على عبادته كما يشمل صلاتنا ومناسكنا أظهر ، كما قال الأستاذ الإمام . والصلاة عند العرب وغيرهم من الأمم ، تشمل الدعاء والثناء على الله والتوسل إليه بكلّ قول وعمل يدلّ على التوجّه إليه سبحانه ، ويقول المحققون من الفقهاء : حيثما صلّيت من المسجد فثم مقام إبراهيم . والناس يتحرّون صلاة ركعتي الطواف خلف البناء المرتفع الذي وضع فيه الحجر الذي فيه أثر قدم إبراهيم عليه الصلاة والسلام إن أمكن ، والمروي أنّه كان ملاصقاً للكعبة فأخّره إلى ذلك المكان عمر رضي الله عنه كما رواه عبد الرزاق بسند قويّ عندهم ، وروى ابن مردويه عن مجاهد بسند ضعيف أن النبيّ صلى الله عليه وسلم هو الذي أخّره ، وسيأتي في تفسير آل عمران من أوّل الجزء الرابع مزيد كلام في هذا المقام . قال تعالى : { وَعَهِدْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ } إلخ ؛ عهد إليه بالشيء : وصّاه به ، والمراد أن الله كلّفهما أن يطهرا ذلك المكان الذي نسبه إليه وسمّاه بيته ؛ لأنّه جعله معبداً يُعبد فيه العبادة الصحيحة ، ولم يذكر ما يجب أن يطهراه منه ليشمل جميع الرجس الحسّي والمعنوي ، كالشرك وأصنامه واللغو والرفث والتنازع . وتخصيص الله تعالى ذلك البيت بالنسبة إلى ذاته المنزّهة عن صفات الأجسام ، ليس لخصوصيّة في موقعه ولا في أحجاره ، وإنّما كان بيتاً لله ؛ لأنّ الله تعالى سمّاه بيته ، وأمر بأنّ يتوجه إليه المصلّون ، وبأن يعبد فيه عبادة خاصّة . والحكمة في ذلك : إن البشر يعجزون عن التوجّه إلى موجود غيبي مطلق لا يتقيّد بمكان ولا ينحصر في جهة ، وهم في حاجة إلى التوجّه إلى خالقهم وشكره والتوسل إليه والثناء عليه واستمداد رحمته ومعونته ؛ لما في ذلك من الفائدة لهم ؛ لأنّه يعلي مداركهم عن التقيّد في دائرة الأسباب المعروفة على ضيقها ، وعن الاستخذاء لما لا يعرفون له سبباً ، ويرفع نفوسهم عن الرضى بالحياة الحيوانيّة . فله الحمد والمنّة أن عيّن لهم مكاناً نسبه إليه فسمّاه بيته ، رمزاً إلى أن ذاته المقدسة تحضره ، فإذا كان الحضور الحقيقي محالا عليها ، فإنّها تحضره رحمته الإلهية ؛ ولذلك كان التوجه إليه بمنزلة التوجه إلى تلك الذات العليّة ، لو وجد العبد إلى ذلك سبيلاً . ولو كلّف الله عباده بعبادته مطلقاً - وقد علّمهم بنظر العقل وإرشاد الشرع أنّه ليس كمثله شيء - لوقعوا في الحيرة والاضطراب لا يدرون كيف يتوجهون إلى ذات غيبيّة مطلقة . ولو اختار بعضهم لنفسه عبادة تليق بهذا التنزيه الذي أرشد إليه الكتاب وصدّقه العقل ، لما اهتدى إليه الآخرون ، وبذلك يفقد المؤمنون الجامعة التي تجمعهم على أفضل الأعمال التي تؤلّف بين قلوبهم ، لذلك قلنا : إن الله رحمهم إذ جعل لنفسه بيتاً يقصدونه ويثوبون إليه عند الإمكان ، ويتوجهون إليه في صلاتهم ، وإن بعد المكان . ولا يخشى على المؤمن توهم الحلول في ذات الله بنسبة البيت إليه بعدما نفى سبحانه كل إيهام بقوله : { وَللَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [ البقرة : 115 ] . أقول : ولا يرد على هذا كون السماء قبلة الدعاء لإشعارها بعلوّه تعالى على جميع خلقه ، للفرق الظاهر بين الصلاة والدعاء . وقوله تعالى : { لِلطَّائِفِينَ وَٱلْعَاكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ } يؤيّد ما رجّحه الأستاذ الإمام من جعل المصلّى بالمعنى العام ، أي المعبد ، فإنّه بعد أمر الناس بإتخاذ مقام إبراهيم مصلّى ، بيّن لنا أن إبراهيم وإسماعيل طهراه بأمره ؛ لأداء أنواع من العبادات فيه كالطواف وفي معناه السعي بين الصفا والمروة ، والعكوف في المسجد ، والركوع والسجود وهما من أعمال الصلاة . والركّع السجود : جمع الراكع والساجد ، والآية تدلّ على أن إبراهيم كان مأموراً هو ومَنْ آمن به بهذه العبادات ، ولكن لا دليل فيها على أنّهم كانوا يؤدّونها على الوجه المشروع عندنا . { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَداً آمِناً } هذه الآية معطوفة على ما قبلها ، مسوّقة لبيان منّة أو منن أخرى على أهل الحرم ، وهي ما تضمّنه دعاء إبراهيم من جعل البلد آمناً في نفسه ، وهو غير ما سبقت به المنّة من جعل البيت آمناً . وقد فسّر الجلال { آمِناً } بقوله : ذا أمن : مع أن المعنى ظاهر ، وهو أن يكون محفوظاً من الأعداء الذين يقصدونه بالسوء ، وهو غير معنى كونه ذا أمن ، أي إن مَنْ يكون فيه يكون آمناً ممّن يسطو عليه فيظلمه أو ينتقم منه . وقد استجاب الله دعاء إبراهيم في ذلك ، ومَنْ تعدّى على البيت لم يطل زمن تعديه بحيث يقال : إنّه قد مرّ زمن طويل لم يكن البيت فيه آمناً ، بل لم ينجح أحد تعدّى عليه لذاته ، وإنّما كان التعدّي القصير ، هو التعدّي العارض على بعض مَنْ اعتصم فيه { وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } فسّر ( الجلال ) الرزق من الثمرات : بنقل جبريل الطائف من حوران في بلاد الشام أو من فلسطين إلى مكانه الآن في أرض الحجاز ، مع أن الكلام في البيت وبلده مكّة ، لا في الطائف . ورزق أهل هذا البلد الأمين من الثمرات ظاهر معروف بالمشاهدة والإختبار المصدقين لما جاء به الكتاب في سورة القصص بقوله : { أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ } [ القصص : 57 ] فالثمرات تجبى وتجمع من حيث تكون وتساق إلى مكّة ، ولا فرق في ذلك بين كونها من الطائف أو من الشام أو مصر أو الروم مثلاً ، وكونها تجمع من أقطار متفرّقة أظهر في صدق الآية وأدلّ على التسخير . وحديث نقل الطائف لا يصحّ ، ولكنّهم ألصقوه بكتاب الله وجعلوه تفسيراً له وهو بريء منه وغير محتاج في صدقه إليه . وقد خصّ إبراهيم بدعائه المؤمنين ، كما هو اللائق به . ولكن الله واسع الرحمة وقد جعل رزق الدنيا عامّاً للمؤمن والكافر { كُلاًّ نُّمِدُّ هَـٰؤُلاۤءِ وَهَـٰؤُلاۤءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً } [ الإسراء : 20 ] ولكن تمتيع الكافر محدود بهذا العمر القصير ، ومصيره في الآخرة إلى شرّ مصير ، وذلك جواب الله تعالى لإبراهيم قال : { وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } أي وأرزق مَنْ كفر أيضاً فأمتّعه بهذا الرزق قليلا ، وهو مدّة وجوده في الدنيا ، ثم أسوقه إلى عذاب النار سوقاً اضطراريّاً لا يقصده هو ولا يعلم أن كفره ينتهي به إليه ، وذلك أن لجميع أعمال البشر الإختيارية غايات وآثاراً اضطراريّة تفضي وتنتهي إليها بطبيعتها بحسب نظام الأسباب والمسبّبات ، كما يفضي الإسراف في الشهوات أو التعب أو الراحة إلى بعض الأمراض في الدنيا . فالكفّار والفسّاق مختارون في كفرهم وفسقهم ، فعقابهم عليها إنّما هو عقاب على أعمال إختياريّة ، وهو أن كفرهم بآيات الله سيسوقهم إلى عذاب الله ، بما أقام الله تعالى عليه الإنسان من السنن الحكيمة . وأساسها : إن علم الإنسان وأعماله النفسيّة والبدنيّة ، لها الأثر الذي يفضي به إلى سعادته أو شقائه اضطراراً ، ولما كانت هذه السنّة بقضاء الله وتقديره ، صحّ أن يقال : إن الله قد اضطر الكافر إلى العذاب وألجأه إليه إذ جعل الأرواح المدنّسة بالعقائد الفاسدة والأخلاق المذمومة ، محل سخطه وموضع انتقامه في الآخرة ، كما جعل أصحاب الأجساد القذرة عرضة للأمراض في الدنيا . ولمّا كانت هذه العقائد والمعارف والأخلاق والأعمال كسبيّة ، وكان الإنسان متمكناً من إختيار الحق على الباطل والطيّب على الخبيث - وقد هداه الله إلى ذلك بما أعطاه من العقل ، وما نزله من الوحي - صحّ أن يقال : إنّه ظلم نفسه وعرّضها للعذاب والشقاء بأعماله التي مبدؤها كسبي ، وأثرها ضروري . وفي قوله تعالى : { وَمَن كَفَرَ } إلخ ، إيجاز بالعطف على محذوف ، علم منه أنّه تعالى استجاب دعاء إبراهيم في المؤمنين ، فجعل لهم هذا الخير في الدنيا وأعدّ لهم ما هو أفضل منه في الآخرة . وهو إيجاز لم يكن يعهد في غير القرآن جار على الأصل الذي تقدّم بيانه في خطاب القرآن للعرب خاصّة دون ما كان يخاطب به بني إسرائيل ، وإنّ كان كلّ ما في القرآن عبرة عامّة لجميع المعتبرين ، كما تكرّر عن الأستاذ الإمام .