Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 25-25)

Tafsir: Tafsīr al-Manār

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لمّا بيّن تعالى في الآية السابقة ما أعدّه للكافرين ، الذين قامت عليهم الحجّة فجحدوا بها ، أراد أن يبيّن في هذه الآية نصيب مقابل هؤلاء ، وهم الذين ظهر لهم الدليل فآمنوا ، ولاح لهم نور الهداية فاهتدوا ، فالكلام متّصل بعضه ببعض ؛ ولذلك عطف الجملة على ما قبلها ، لأنّها متمّمة لفائدتها ، إذ لا بدّ بعد بيان جزاء الكافرين ، من بيان جزاء المؤمنين ، والإرشاد : ترهيب وترغيب . والخطاب يصحّ أن يكون للنبيّ صلى الله عليه وسلم خاصّة ، وأن يكون عامّاً لكلّ من يسمع الأمر من أهله ، وقالوا : إنّ الأخير هو المعروف في لسان العرب والمفهوم عندهم من أمثال هذا الخطاب ، كقوله تعالى : { نَبِّىءْ عِبَادِي } [ الحجر : 49 ] وقوله : { وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً … } [ يس : 13 ] فهو في عمومه جار مجرى الأمثال ، والمخاطب الأوّل به هو الرسول على كلّ حال . قال تعالى : { وَبَشِّرِ ٱلَّذِين آمَنُواْ } ولم يذكر بماذا آمنوا ، لأنّ متعلّق الإيمان كان معروفاً عند المخاطبين ، وهو الله تعالى وصفاته - التي ورد بها النقل الصريح ، وأثبتها العقل الصحيح - والوحي ومن جاء به ، والبعث والجزاء . فهذه هي الأصول التي كان يدعو إليها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فمن صدّقهم فيها كان مؤمناً ويصدّق بما يتبع ذلك من التفصيل . قال الأستاذ : ولا بدّ في تحقّق الإيمان من اليقين ، ولا يقين إلاّ ببرهان قطعيّ لا يقبل الشكّ والإرتياب ، ولا بدّ أن يكون البرهان على الألوهيّة والنبوّة عقليّاً ، وإن كان الإرشاد إليها سمعيّاً ، ولكن [ لا ينحصر البرهان العقليّ المؤدّي إلى اليقين في تلك الأدّلة التي وضعها المتكلّمون وسبقهم إلى كثير منها الفلاسفة الأقدمون ، وقلّما تخلص مقدّماتها من خلل ، أو تصحّ طرقها من علل ، بل قد يبلغ أمّيّ علم اليقين بنظرة صادقة في ذلك الكون الذي بين يديه ، أو في نفسه إذا تجلّت بغرائبها عليه ، وقد رأينا من أولئك الأمّيّين ، ما لا يلحقه في يقينه آلاف من أولئك المتفنّنين ، الذين أفنوا أوقاتهم في تنقيح المقدّمات وبناء البراهين ، وهم أسوأ حالاً من أدنى المقلّدين ] . وأقول : كان الأستاذ قد أطلق إشتراط البرهان العقليّ هنا ، كما أطلقه في مواضع أُخرى تقدّم بعضها والبحث فيه ، ثمّ قيّده هنا بما بيّن به خطأ بعض المتكلّمين في اشتراطهم البراهين المنطقيّة التي سمّوها قطعيّة ، على ما فيها من خلل وعلل . والحقّ أنّ اطمئنان القلب بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من غير تردّد ولا إضطراب ، كاف في النجاة في الآخرة ، وأنّ أفضل الأدلّة ما أرشد إليه القرآن من النظر في آيات الله تعالى في الأنفس والآفاق ، فبداهة العقل فيه كافية عند سليم الفطرة الذي لم يبتلِ بشكوك الفلاسفة وجدليّات المتكلّمين ، ولا بتقليد المبطلين . هذا ، وإنّ إطلاق الإيمان وذكر المؤمنين ، وما أعدّ لهم ، من غير وصله بذكر متعلّقاته معهود في القرآن ؛ لأنّ المتعلّق معلوم للسامعين كما قلنا ، وهو بالنسبة لمَنْ لم يؤمنوا : ما دعاهم إليه النبيّ صلى الله عليه وسلم إجمالاً من الأصول . وأمّا المؤمنون فقد عرفوه مفصّلاً تفصيلاً . ثمّ وصف المؤمنين الذين يستحقّون البشارة بقوله : { وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ } وأطلق في هذا أيضاً ، كما أطلق في كثير من الآيات ، لأنّ العمل الصالح معروف عند الناس بالإجمال ، وذلك كاف في الترغيب فيه وجعله تابعاً للإيمان متّصلا به ولازماً من لوازمه . وبيّن الأعمال الصالحة بالتفصيل في آيات كثيرة كقوله تعالى : { لَّيْسَ ٱلْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ } [ البقرة : 177 ] إلخ ، وكالآيات في أول سورة المؤمنون وآخرها وآخر سورة الفرقان وأوائل سورة المعارج وغير ذلك . كأنّ الله تعالى يقول : إنّ العمل الصالح معروف عند الناس ؛ لأنّه أودع في نفوسهم ما يميّزون به بين الخير والشر ، ولكنّ بعضهم يضلّ بإنحراف يطرأ على نفسه فيخرجها عن الإعتدال الفطريّ ، ثمّ يضلّ بضلاله آخرون ، فتكون التقاليد والعادات الناشئة عن هذا الضلال هي الميزان عند الضالّين في معرفة الصلاح والفساد ، والخير والشرّ ، لا أصل الهداية الفطريّة . ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : " كلّ مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه " رواه الشيخان وغيرهما . يعني أنّ الإنسان لو ترك ونفسه لاهتدى إلى الحقّ ، ما دام بعيداً عن التقاليد والعادات ، وقد بلغ فساد الطباع وإنحراف الفطرة في بعض الأمم مبلغاً كادوا يخرجون به عن طور البشر ، كمتنطّعي البراهمة ، إذ ذهبوا إلى أنّ كمال الأرواح وسعادتها إنّما هو في تعذيب الأبدان وحرمانها من لذّاتها . ولذلك جدّوا في البعد عن اللذّات الجسمانيّة بأنواعها ، فمالوا عن سنن الإعتدال ، ومنوا أبدانهم وعقولهم بالفساد والإعتلال ، وكبعض كفرة العرب ، وطائفة من البراهمة ، إذ زعموا : إنّه لا خير إلاّ في اللذّة البدنيّة ، ولا شرّ إلاّ في الألم الجسدانيّ ، فالسعادة والكمال عندهم في البعد عن الآلام البدنيّة ، والتمتّع بالشهوات الحسّيّة ، فمثل هؤلاء المرضى النفوس المحرومين من الكمال الروحيّ والعقليّ ، كمثل من غلبت عليه الصفراء فصار يذوق الحلو مرّاً ، وإنّ من المرضى من يشتهي في طور النقه ما لا يشتهي في حال الصحّة والإعتدال ، وكذلك الحبالى في مدّة الوحم . @ يرى الجبناء أنّ الجبن حزم وتلك خديعة الطبع اللئيم @@ فالخير والشرّ والصلاح والفساد والحقّ والباطل والفضيلة والرذيلة ، كلّ ذلك معروف في الجملة حتّى عند الأشرار ، ولذلك يدّعون الخير والصلاح وينكرون ما هم عليه ، فإطلاق القول بذكر الأعمال الصالحات ليس مبهماً عندهم ، ولا خطاباً بغير مفهوم ، وإنّما يحتاج معتلّ الفطرة إلى التفصيل في ذلك ، وذكر الأمارات والدلائل التي تميّز بين الصالحين والفاسقين ، والمحقّين والمبطلين ، ولهذا نزلت آيات البيان والتفصيل التي أشرنا إلى بعضها آنفاً ، وبها ينقطع تلبيس الأغبياء ، وإعتذار الجهلاء ، وحقّ القول بأن الذي يستحق هذه البشارة هو من جمع بين الإيمان والعمل الصالح الذي ترشد إليه الفطرة السليمة ، ويهدي إلى تحديده الكتاب العزيز وسنّة الرسول المتّبعة . بشّرهم { أَنَّ لَهُمْ جَنَّٰتٍ } ورد لفظ الجنّة والجنّات كثيراً في مقابلة النار ، والجنّة في اللغة : البستان ، والجنّات جمعها ، وليس المراد بهما مفهومهما اللغويّ فقط ، وإنّما هما دار الخلود في النشأة الآخرة ، فالجنّة دار الأبرار والمتّقين ، والنار دار الفجّار والفاسقين ، فنؤمن بهما بالغيب ولا نبحث في حقيقة أمرهما ، ولا نزيد على النصوص القطعيّة فيهما شيئاً ؛ لأنّ عالم الغيب لا يجري فيه القياس . وممّا وصف الله تعالى به الجنّات قوله : { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَٰرُ } والمناسبة ظاهرة فإنّ البساتين حياتها بالأنهار . قال شيخنا : وهل سمّيت دار النعيم جنّة وجنّات على سبيل التشبيه ، وذكرت الأنهار ترشيحاً له ، أم سُمّيت بذلك لأنّها مشتملة على الجنّات تسميةً للكلّ باسم البعض ؟ الله أعلم بمراده . وأقول : لو لم يرد في هذا المقام إلاّ ذكر الجنّة أو الجنّات ، لوجب التفويض وامتنع الترجيح ، أما وقد ذكر في آيات أُخرى أنواع من الشجر المثمر وذكر الثمرات . فقد تعيّن ترجيح الشقّ الثاني ، وإلاّ كان هربنا من تشبيه أسرى الألفاظ عالمَ الغيب بعالم الشهادة من كلّ وجه ، إلى تأويلات الباطنيّة المعطّلين لدلالتها من كلّ وجه . ألم ترّ إلى ربّك كيف ذكر من شأن أهل تلك الجنّات فيها أنّهم { كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً } كلمة " من " الأولى للإبتداء والثانية للتبعيض ، أي كلّما رزقوا من الجنّات رزقاً من بعض ثمارها { قَالُواْ هَـٰذَا ٱلَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ } أي هذا الذي وعدنا به في الدنيا جزاءً على الإيمان والعمل الصالح ، فهو كقوله تعالى : { وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ } [ الزمر : 74 ] وذهب الجلال وغيره إلى إختيار أنّ معناه : تشبيه ثمرات الآخرة بثمرات الدنيا ؛ لأنّها مثلها في اللون والشكل والرائحة ، وإن كانت تفضلها في الطعم واللذّة ، فقوله تعالى : { وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَٰبِهاً } بيان لسبب القول على هذا التفسير ، أي أُتوا بما ذكر من الرزق في الدنيا والآخرة متشابهاً بعضه يشبه بعضاً . ومحصّله : إنّهم عندما يؤتون برزق الجنّة يبادرون إلى الحكم بأنّه غير ما وعدوا به ، وأنّه عين رزق الدنيا ؛ لأنّ التشابه يكون سبب الإشتباه عليهم ، ولكنهم يعرفون الفرق بعد ذلك بالطعم لأن فرقاً عظيماً بين لذّة رزق الدنيا ورزق الجنّة والتعبير بـ ( كلّما ) ينافي هذا التفسير ؛ لأنّ الإشتباه إنّما يكون في المرّة الأولى ، ثمّ يعرفون التفاوت معرفة تذهب به وتمنع من الحكم بأنّ هذا عين ذاك ، أمّا بالنسبة لأفراد النوع الواحد من الثمار فبالإختبار ، وأمّا بالنسبة لما بعد النوع الأوّل من الأنواع فبالقياس عليه . وما ذهب إليه الجلال مناف للبلاغة في المعنى أيضا ؛ لأنّ تشابه رزقي الدنيا والآخرة في الألوان والروائح وإختلافه في الطعم فقط ، ليس فيه كبير تشويق ؛ لأنّ اللذّة في التنقّل ، ثمّ إنّ أطوار الجنّة مخالفة لأطوار الدنيا ، والتشويق للناس إنّما يكون بحسب ما عهدوا واعتادوا وألفوا . وإنّنا نعلم أنّ الأكل في الدنيا لأجل حفظ البنية من الإنحلال ولا إنحلال في دار الخلد والبقاء فلا بدّ أن يكون الأكل والشرب هناك على ما ورد لحكمة أخرى ، أو هو لتحصيل لذّة لا نعرفها لأنّها من أحوال عالم الغيب ، وإنّما نؤمن بما ورد ونفوّض أمر حقيقته وحكمته إلى الله تعالى . وممّا ورد أنّه لذّة أعلى من لذّات الدنيا . أقول : بل قال ابن عباس رضي الله عنهما : " ليس في الدنيا ممّا في الجنّة إلاّ الأساميّ " وفي حديث الصحيحين المرفوع عن الله عزَّ وجل : " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " وهو تفسير قوله تعالى : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ السجدة : 17 ] . وذهب بعض المفسّرين إلى ما قلناه أوّلاً ، من أنّ ذلك الرزق هو عين ما وعدوا به جزاء على أعمالهم ، فكلّما رزقوا ثمرة منه ، يذكرون الوعد الإلهيّ شكراً لله على توفيقهم لذلك العمل ، الذي له أعدّ هذا الجزاء ، كما تفيده آية : { وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ } [ الأعراف : 43 ] التي ذكرناها آنفاً ، فهو من قبيل إرتباط الموعود به بالموعود عليه ، كأنّ الأعمال عين الجزاء { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } [ الزلزلة : 7 - 8 ] وقوله تعالى بعد ذلك { وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَٰبِهاً } تأكيد وتقرير لما تضمّنه قولهم ، وهذا هو الراجح الذي اختاره شيخنا ، وهنالك قول ثالث ، وهو إنّ رزق الجنّة وثمرها يتشابه على أهلها في صورته ، ويختلف في طعمه ولذّته ، وهو المتبادر من اللفظ . ثمّ قال : { وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ } أي مبالغ في تطهيرهنّ وتزكيتهنّ ، فليس فيهنّ ما يعاب من خبث جسديّ ، حتّى ما هو في الدنيا طبيعيّ كالحيض والنفاس ، ولا نفسيّ كالمكر والكيد وسائر مساوئ الأخلاق ؛ لأنّهنّ طهّرن كلّ نوع من أنواع التطهير . ونساء الجنّات من المؤمنات الصالحات ، وهنّ المعروفات في القرآن بالحور العين ، وصحبة الأزواج في الآخرة كسائر شؤونها الغيبيّة نؤمن بما أخبر به الله تعالى منها لا نزيد فيه ولا ننقص منه ، ولا نبحث في كيفيّته ، وإنّما نعرف بالإجمال أنّ أطوار الحياة الآخرة أعلى وأكمل من أطوار الحياة الدنيا كما تقدّم ، ونحن نعلم أنّ الحكمة في لذّة الأزواج بالمصاحبة الزوجيّة المخصوصة هي التناسل وإنماء النوع : ولم يرد أنّ في الآخرة تناسلا ، فلا بدّ أن تكون لذّة المصاحبة الزوجيّة هناك أعلى ، وحكمتها أسمى ، وإنّنا نؤمن بها ولا نبحث في حقيقتها كما تقدّم في بحث رزق الجنّة . أقول : هذا ملخّص ما قاله الأستاذ على طريقته المُثلى في الإيمان بالغيب من غير قياس لعالمه على عالم الشهادة ، وهو لا ينافي كون الإنسان في الآخرة يكون إنساناً لا ملكاً ، وإنّما تكون لذّاته الإنسانيّة أكمل ممّا كان في الدنيا وأسلم من المنغّصات ، ومنها الطعام والشراب والمباشرة الزوجية فتنبّه ، وثبّت في الحديث الصحيح " أنّ أهل الجنّة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوّطون ولا يتمخّطون " . قالوا : فما بال الطعام ؟ قال : " جشاء ورشح كرشح المسك ، ويلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفَس " رواه مسلم عن جابر بن عبد الله وفي معناه أحاديث أخرى . وفي الصحيح أيضاً " أنّ لكلّ رجل في الجنّة زوجين اثنتين " - قال العلماء : إحداهنّ من نساء الدنيا والأخرى من نساء الجنّة ، وما ورد من كثرتهنّ لا يصحّ منه شيء . ثمّ قال : { وَهُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ } الخلود في اللغة : طول المكث ، ومن كلامهم خلد في السجن ، كما في الأساس . وفي الشرع الدوام الأبديّ ، أي لا يخرجون منها ولا هي تفنى بهم فيزولوا بزوالها ، وإنّما هي حياة أبديّة لا نهاية لها ، وفّقنا الله لما يجعلنا من خيار أهلها من العلوم الصحيحة ، والأعمال الصالحة ، التي ترتقي بها الأرواح ، وتستعدّ لذلك الفلاح .