Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 99-103)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى ٱلأرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً } يعني وفقهم لذلك وهداهم . ويقال في الآية مضمر ومعناه ولو شاء ربك أن يؤمنوا لآمنوا كلهم جميعاً { أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ } يعني الكفار { حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } ويقال هو عمه أبو طالب . ولها وجه آخر . ولو شاء ربك لأراهم علامة لضطروا إلى الإيمان كما فعل بقوم يونس ، ولكن لم يفعل ذلك لأن الدنيا دار ابتلاء ومحنة . ثم قال تعالى { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } يعني بإِرادة الله تعالى وتوفيقه { وَيَجْعَلُ ٱلرّجْسَ } يعني : الكفر { عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } يعني : يترك حلاوة الكفر في قلوب الذين لا يرغبون في الإيمان . ويقال ويجعل الرجس يعني الاثم ويقال الرجس يعني : العذاب . قرأ عاصم في رواية أبي بكر " وَنَجْعَلُ الرِّجْسَ " بالنون وقرأ الباقون : ويجعل بالياء . ثمّ أخبر أنه لا عذر لمن تخلف عن الإيمان لأنه قد بين العلامات وهو قوله { قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ } من الدلائل من الشمس والقمر والنجوم { وَ } ما في { ٱلأْرْضِ } من الجبال والبحار والأشجار والثمار فاعتبروا ( به ) ثم قال حين لم يعتبروا به { وَمَا تُغْنِى ٱلآيَـٰتُ } ما تنفع العلامات التي في السموات والأرض { وَٱلنُّذُرُ } يعني : الرسل { عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } يعني : لا يرغبون في الإيمان ولا يطلبون الحق . وقال أبو العالية لا تنفع الآيات والرسل عن قوم قد قدر عليهم أنهم لا يؤمنون . ويقال " عَنْ " ها هنا صلة ومعناه وما تغني الآيات والنذر قوماً لا يؤمنون يعني علم الله ( في الأزل ) أنهم لا يؤمنون . ثم خوفهم فقال تعالى { فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ } يعني أن يصيبهم العذاب مثل ما أصاب الأمم الخالية { قُلْ فَٱنْتَظِرُواْ } يعين انتظروا العذاب { إِنّى مَعَكُم مّنَ ٱلْمُنتَظِرِينَ } ويقال انتظروا لهلاكي فإني معكم من المنتظرين بهلاككم . قوله تعالى : { ثُمَّ نُنَجّى رُسُلَنَا } يعني أنجيناهم من العذاب والهلاك { وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } معهم . انصرف هذا إلى قوله { مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ ثُمَّ نُنَجّى رُسُلَنَا } ، يعني أنجيناهم من العذاب والذين آمنوا يعني أنجيناهم معهم ، ومعناه إذا جاءهم العذاب ينجي الله تعالى محمداً - صلى الله عليه وسلم - ومن آمن معه كما أنجى سائر الرسل والذين آمنوا معهم { كَذَلِكَ حَقّا عَلَيْنَا } يعني : هكذا واجب علينا { نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } من العذاب ، قرأ الكسائي وعاصم في رواية حفص " ثُمَّ نُنْجِي " بجزم النون وتخفيف الجيم . وقرأ الباقون " نُنَجِّي " بالنصب والتشديد . وكذلك في قوله " نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ " ومعناها واحد نجيته وأنجيته .