Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 98-101)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْءانَ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } يعني : إذا أردت أن تقرأ القرآن في الصلاة وفي غير الصلاة فتعوذ بالله . وهذا كقولك إذا أكلت فقل بسم الله ، يعني : إذا أردت أن تأكل وهذا مثل قوله : { إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلوٰةِ } [ المائدة : 6 ] يعني : إذا أردتم القيام للصلاة . وقوله : { مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ ٱلرَّجِيمِ } يعني : اللعين ويقال : الخبيث ويقال : المرجوم ، ويقال : فيه تقديم ومعناه : فاستعذ بالله إذا قرأت القرآن ثم قال : { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ } ليس له غلبة ولا حجة ، ويقال : ليس له نفاذ الأمر { عَلَى ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } أي : صدقوا بتوحيد الله تعالى { وَعَلَىٰ رَبّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } أي : يثقون به ولا يثقون بغيره . قوله : { إِنَّمَا سُلْطَـٰنُهُ } أي : غلبته وحجته { عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ } أي : يطيعونه من دون الله تعالى ، فمن أطاعه فقد تولاه { وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ } أي : أشركوا بعبادة ربهم إياه . وقال مقاتل : أي بالله تعالى . وقال القتبي : { وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ } لم يرد أنهم بإبليس كافرون ولو كان هكذا لكانوا مؤمنين . وإنَّما أراد به الذين هم من أجله مشركون بالله تعالى كما يقال : صار فلان بك عالماً أي من أجلك . قوله : { وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءايَةً } يعني : ناسخة { مَّكَانَ ءايَةٍ } يعني : منسوخة أي نسخنا آية بآية . قال ابن عباس : إِنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا نزلت عليه آية فيها شدة أخذ الناس بها وعملوا ما شاء الله أن يعملوا . فيشق ذلك عليهم فينسخ الله تعالى هذه الشدة ويأتيهم بما هي ألين منها وأهون عليهم رحمة من الله لهم ، فيقول لهم كفار قريش والله ما محمد إِلاَّ يسخر بأصحابه . يأمرهم اليوم بأمر ، وغداً يأتيهم بما هو أهون عليهم منه . وما يعلمه إلا عابس غلام حويطب بن عبد العزى ويسار بن فكيهة مولى ابن الحضرمي ، وكانا قد أسلما وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيهما فيحدثهما ويعلمهما . وكانا يقرآن كتابهما بالعبرانية فنزل { وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءايَةً مَّكَانَ ءايَةٍ } { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ } يعني : بما يصلح للخلق { قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ } أي : مختلق من تلقاء نفسك { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أن الله أمرك بما يشاء نظراً لصلاح العباد . وقال مقاتل : في الآية تقديم ومعناه : { وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءايَةً مَّكَانَ ءايَةٍ } { قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ } فنقول على الله تعالى الكذب . قلت كذا ثم نقضته فجئت بغيره ثم قال في التقديم : { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ } .