Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 72-73)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال تعالى : { وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَٱدَّارَأْتُمْ فِيهَا } أي تدافعتم . يعني ألقى بعضكم على بعض ، يقال : أدارأ القوم أي تدافعوا وقال القتبي : أصله تدارأتم ، فأدغمت التاء في الدال وأدخل الألف ليسلم السكون للدال ، ويقال : هذا ابتداء القصة ، ومعناه وإذ قتلتم نفساً فأتيتم موسى وسألتموه أن يدعو الله تعالى فقال موسى : إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة إلى آخره { وَٱللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ } أي مظهر ما كنتم تكتمون من قتل عاميل . { فَقُلْنَا ٱضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا } أي اضربوا الميت ببعض أعضاء البقرة . قال بعضهم : بفخذها الأيمن . وقال بعضهم : بلسانها . وقال بعضهم : [ بعجب ذنبها ] وهو عظم في أصل ذنبها ، ويقال عليه [ تركيب ] الخلق ، فأول شيء يخلق ذلك الموضع ، ثم يركب عليه سائر البدن ، وهو آخر الأعضاء فساداً بعد الموت وقال بعضهم ، فلما ضربوا الميت جلس وأوداجه تشخب دماً . وقال : قتلني ابنا عمي ، فأخذا وقتلا ، ولم يعط لهما من ميراثه شيئاً . وقال عبيدة السلماني : لم يورث قاتل بعد صاحب البقرة . ثم قال تعالى : { كَذٰلِكَ يُحْىِ ٱللَّهُ ٱلْمَوْتَىٰ } كان في ذلك دليل لأولئك القوم أن البعث كائن لا محالة لأنهم رأوا الإحياء بعد الموت معاينة ، وكان في ذلك دليل لهذه الأمة ولمشركي العرب وغيرهم . لأن الله لما أخبر محمداً - صلى الله عليه وسلم - بذلك ، فأخبرهم فصدقوه في ذلك أهل الكتاب ولم يكونوا على دينه ، فكان ذلك من أدل الدليل عليهم بالبعث . قوله تعالى : { وَيُرِيكُمْ ءايَـٰتِهِ } أي عجائبه مثل إحياء الموتى وغيره . { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي تفهمون أن الذي يخبركم به محمد - صلى الله عليه وسلم - حق .