Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 5-9)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل { لّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ } يعني المصدقين والمصدقات { جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ } يعني من تحت غرفها وأشجارها { خَـٰلِدِينَ فِيهَا } يعني دائمين مقيمين لا يموتون ولا يخرجون منها { وَيُكَفّرَ عَنْهُمْ سَيّئَـٰتِهِمْ } يعني يمحو ويتجاوز عن سيئاتهم ، يعني عن ذنوبهم { وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً } في الآخرة أي نجاة وافرة من العذاب ثم قال { وَيُعَذّبَ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱلْمُنَـٰفِقَـٰتِ } يعني ولكن يعذب المنافقين والمنافقات من أهل المدينة { وَٱلْمُشْرِكِينَ } من أهل مكة { وَٱلْمُشْرِكَـٰتِ } الذين أقاموا على عبادة الأصنام ، قوله { ٱلظَّانّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْء } وظنهم ترك التصديق بالله تعالى ورسوله مخافة ألا ينصر محمد - صلى الله عليه وسلم - كما قال تعالى { بَلْ ظَنَنْتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ } [ الفتح : 12 ] ثم قال { عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ ٱلسَّوْءِ } يعني عاقبة العذاب والهزيمة { وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ } في الدنيا { وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ } في الآخرة { وَسَاءتْ مَصِيراً } يعني بئس المصير الذي صاروا إليه قوله تعالى { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً } بالنقمة لمن مات على كفره ونفاقه { حَكِيماً } في أمره وقضائه حكم بالنصرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال { إِنَّا أَرْسَلْنَـٰكَ شَاهِداً } يعني بعثناك شاهداً بالبلاغ إلى أمتك { وَمُبَشِّراً } لمن أجابك بالجنة { وَنَذِيرًا } يعني مخوفاً للكفار بالنار { لّتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } يعني لتصدقوا بالله فيما يأمركم ، وتصدقوا برسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - { وَتُعَزّرُوهُ } يعني لكي تعينوه وتنصروه على عدوه بالسيف { وَتُوَقِّرُوهُ } أي تعظموا النبي - صلى الله عليه وسلم - { وَتُسَبّحُوهُ } يعني تصلوا لله تبارك وتعالى { بُكْرَةً وَأَصِيلاً } يعني غدوة وعشياً ، فكأنه قال : لتؤمنوا بالله وتسبحوه ، وتؤمنوا برسوله وتعزروه وتوقروه ، قرأ ابن كثير وأبو عمرو ( لِيُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَيُعَزّرُوهُ وَيُوَقِّرُوهُ وَيُسَبّحُوهُ ) كلها بالياء على معنى الخبر عنهم ، وقرأ الباقون بالتاء على معنى المخاطبة ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ( دَائِرَةُ ٱلسَّوْءِ ) بضم السين ، وقرأ الباقون بالنصب كقولك : رجل سوء وعمل سوء ، وقد روي عن ابن كثير وأبي عمرو بالنصب أيضاً .