Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 31-34)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يَـٰبَنِى ءادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ } أي : البسوا ثيابكم واستروا عوراتكم عند كل صلاة . قال السدي : كان هؤلاء والذين يطوفون بالبيت عراة يحرمون الودك فقال الله تعالى : { خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ } في التحريم . ويقال الإسراف أن يأكل ما لا يحل أكله ، أو يأكل مما يحل له أكله فوق القصد ومقدار الحاجة . وقيل لبعض الأطباء : هل وجدت الطب في كتاب الله تعالى ؟ قال نعم قد جمع الله الطب كله في هذه الآية { وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ } ثم قال : { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ } أي لا تحرموا ما أحل الله لكم فإن المحرم ما أحل الله كالمحل ما حرم الله تعالى ، قوله تعالى { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ } وهو أنه لما نزل قوله خذوا زينتكم لبسوا الثياب وطافوا بالبيت مع الثياب فعيرهم المشركون فنزل { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ } يعني لبس الثياب التي أخرج لعباده أي : خلقها لهم لعباده أي أوجد وقيل أظهر وقيل على حقيقته ، كان في السماء أو في الأرض فأخرجه { وَالْطَّيِّبَـٰتِ مِنَ ٱلرّزْقِ } يعني الحلال وهو اللحم والشحم والدسم . { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ } قال مقاتل : في الآية تقديم ، ومعناه قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق في الحياة الدنيا { قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } قرأ نافع خالصة " بضم التاء " وقرأ الباقون بالنصب ( خَالِصَةً ) فمن قرأ بالضم فهو خبر بعد خبر يعني هي ثابتة لهم خالصة . أي ثابتة معناه قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا يشترك فيها المؤمن والكافر ، وهي خالصة للمؤمنين يوم القيامة . وقال القتبي : هذا من الاختصار ومعناه قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا مشتركة وفي الآخرة خالصة . ثم قال { كَذٰلِكَ نُفَصّلُ ٱلآيَـٰتِ } يعني العلامات ويقال نبيّن الآيات من أمره ونهيه وما يكون في الدنيا والآخرة { لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } أي : يفهمون أمر الله تعالى ، ثم أخبرهم بما حرم عليهم فقال : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ } يعني المعاصي ويقال الإثم يعني الخمر كما قال القائل : @ شربت الإثم حتى ضل عقلي كذاك الإثم يذهب بالعقول @@ { وَٱلْبَغْىَ } يعني حرم الاستطالة وظلم الناس { بِغَيْرِ ٱلْحَقّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِٱللَّهِ } يقول وحرم أن تشركوا بالله { مَا لَمْ يُنَزّلْ بِهِ سُلْطَـٰناً } يقول ما لم ينزل به كتاباً فيه عذركم وحجة لكم { وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ } أي وحرم عليكم أن تقولوا على الله { مَا لاَ تَعْلَمُونَ } إنه حرم عليكم . ثم خوفهم فقال : { وَلِكُلّ أُمَّةٍ أَجَلٌ } يعني لكل أهل دين مُهلة للعذاب . { فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ } بالعذاب { لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً } بعد الأجل { وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } ساعة قبل الأجل .