Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 77-79)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { ولما جاءَت رُسُلنا لوطاً سيء بهم وضاق بهم ذراعاً } قال ابن عباس : ساء ظنه بقومه وضاق ذرعاً بأضيافه . ويحتمل وجهاً آخر أنه ساء ظنه برسل ربه ، وضاق ذراعاً بخلاص نفسه لأنه نكرهم قبل معرفتهم . { وقال هذا يومٌ عصيب } أي شديد لأنه خاف على الرسل من قومه أن يفضحوهم على قول ابن عباس ، وعلى الاحتمال الذي ذكرته خافهم على نفسه فوصف يومه بالعصيب وهو الشديد ، قال الشاعر : @ وإنك إلاّ ترض بكر بن وائل يكن لك يومٌ بالعراق عصيب . @@ قال أبو عبيدة : وإنما قيل له عصيب لأنه يعصب الناس بالشر ، قال الكلبي : كان بين قرية إبراهيم وقف لوط أربعة فراسخ . قوله عز وجل : { وجاءه قومُه يهرعون إليه } أي يسرعون ، والإهراع بين الهرولة والحجزى . قال الكسائي والفراء : لا يكون الإهراع إلا سراعاً مع رعدة . وكان سبب إسراعهم إليه أن أمرأة لوط أعلمتهم بأضيافه وجَمالهم فأسرعوا إليه طلباً للفاحشة منهم . { ومن قبل كانوا يعملون السيئات } فيه وجهان : أحدهما : من قبل إسراعهم اليه كان ينكحون الذكور ، قاله السدي . الثاني : أنه كانت اللوطية في قوم لوط في النساء قبل الرجال بأربعين سنة ، قاله عمر بن أبي زائدة . { قال يا قوم هؤلاء بناتي هُنَّ أطهر لكم } قال لهم لوط ذلك ليفتدي أضيافه منهم . { هؤلاء بناتي } فيهن قولان : أحدهما : أنه أراد نساء أمته ولم يرد بنات نفسه . قال مجاهد وكل نبي أبو أمّته وهم أولاده . وقال سعيد بن جبير : كان في بعض القرآن : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزاجه أمهاتهم وهوأب لهم . الثاني : أنه أراد بنات نفسه وأولاد صلبه لأن أمره فيهن أنفذ من أمره في غيرهن ، وهو معنى قول حذيفة بن اليمان . فإن قيل : كيف يزوجهم ببناته مع كفر قومه وإيمان بناته ؟ قيل عن هذا ثلاثة أجوبة : أحدها : أنه كان في شريعة لوط يجوز تزويج الكافر بالمؤمنة ، وكان هذا في صدر الإسلام جائزاً حتى نسخ ، قاله الحسن . الثاني : أنه يزوجهم على شرط الإيمان كما هو مشروط بعقد النكاح . الثالث : أنه قال ذلك ترغيباً في الحلال وتنبيهاً على المباح ودفعاً للبادرة من غير بذل نكاحهن ولا بخطبتهن ، قاله ابن أبي نجيح . { هن أطهر لكم } أي أحل لكم بالنكاح الصحيح . { فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : لا تذلوني بعار الفضيحة ، ويكون الخزي بمعنى الذل . الثاني : لا تهلكوني بعواقب فسادكم ، ويكون الخزي بمعنى الهلاك . الثالث : أن معنى الخزي ها هنا الاستحياء ، يقال خزي الرجل إذا استحى ، قال الشاعر : @ من البيض لا تخزى إذا الريح ألصقت بها مِرطها أو زايل الحلي جيدها @@ والضيف : الزائر المسترقد ، ينطلق على الواحد والجماعة ، قال الشاعر : @ لا تعدمي الدهر شفار الجازر للضيف والضيف أحق زائر @@ { أليس منكم رجلٌ رشيد } فيه وجهان : أحدهما : أي مؤمن ، قاله ابن عباس . الثاني : آمر بالمعروف وناهٍ عن المنكر ، قاله أبو مالك . ويعني : رجل رشيد ليدفع عن أضيافه ، وقال ذلك تعجباً من اجتماعهم على المنكر . قوله عز وجل : { قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق } فيه وجهان : أحدهما : ما لنا فيهن حاجة ، قاله الكلبي . الثاني : ليس لنا بأزواج ، قاله محمد بن إٍسحاق . { وإنك لتعلم ما نريد } فيه وجهان : أحدهما : تعلم أننا لا نتزوج إلا بامرأة واحدة وليس منا رجل إلا له امرأة ، قاله الكلبي . الثاني : أننا نريد الرجال .