Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 80-81)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { قال لو أن لي بكم قوة } يعني أنصاراً . وقال ابن عباس : أراد الولد . { أو آوي إلى رُكنٍ شديد } يعني إلى عشيرة مانعة . وروى أبو سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يرحم الله لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد " . يعني الله تعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فما بعث الله بعده نبياً إلا في ثروة من قومه " . قال وهب بن منبه : لقد وجدت الرسل على لوط وقالوا : إن ركنك لشديد . قوله عز وجل : { قالوا يا لوط إنا رُسُل ربِّك لن يصلوا إليك } وفي اسمه وجهان : أحدهما : أنه اسم أعجمي وهو قول الأكثيرين . الثاني : أنه اسم عربي مأخوذ من قولهم : لطتُ الحوض إذا ملسته بالطين . وقيل إن لوطاً كان قائماً على بابه يمنع قومه من أضيافه ، فلما أعلموه أنهم رسل ربه مكّن قومه من الدخول فطمس جبريل عليه السلام على أعينهم فعميت ، وعلى أيديهم فجفت . { فأسْرِ بأهلك } أي فسِرْ بأهلك ليلاً ، والسُري سير الليل ، قال عبد الله بن رواحة : @ عند الصباح يحمد القوم السُرَى وتنجلي عنهم غيابات الكرى @@ يقال وأسرى وفيها وجهان : أحدهما : أن معناهما في سير الليل واحد . الثاني : أن معناهما مختلف ، فأسرى إذا سار من أول الليل ، وسرى إذا سار في آخره ، ولا يقال في النهار إلا سار ، قال لبيد : @ إذا المرءُ أسرى ليلة ظن أنه قضى عملاً ، والمرءُ ما عاش عامِلُ @@ { بقطعٍ من الليل } فيه أربعة تأويلات : أحدها : معناه سواد الليل ، قاله قتادة . الثاني : أنه نصف الليل مأخوذ من قطعه نصفين ، ومنه قول الشاعر : @ ونائحةٍ تنوح بقطع ليل على رجلٍ بقارعة الصّعيد @@ الثالث : أنه الفجر الأول ، قاله حميد بن زياد . الرابع : أنه قطعة من الليل ، قاله ابن عباس . { ولا يلتفت منك أحد } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : لا ينظر وراءه منكم أحد ، قاله مجاهد . الثاني : يعني لا يتخلف منك أحد ، قاله ابن عباس : الثالث : يعني لا يشتغل منكم أحد بما يخلفه من مال أو امتناع ، حكاه علي بن عيسى . { إلا امرأتك إنّه مُصيبها ما أصابهم } فيه وجهان : أحدهما : أن قوله { إلا امرأتك } استثناء من قوله { فأسر بأهلك بقطع من الليل الا امرأتك } وهذا قول من قرأ { إلا امرأتك } بالنصب . الثاني : أنه استثناء من قوله { ولا يلتفت منك أحد إلا امرأتك } وهو على معنى البدل إذا قرىء بالرفع . { إنه مصيبها ما أصابهم } فذكره قتادة أنها خرجت مع لوط من القرية فسمعت الصوت فالتفتت ، فأرسل الله عليهم حجراً فأهلكها . { إنّ موعدهم الصبح أليْسَ الصُّبحُ بقريبٍ } فروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن لوطاً لما علم أنهم رسل ربه قال : فالآن إذن فقال له جبريل عليه السلام إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب " ويجوز أن يكون قد جعل الصبح ميقاتاً لهلاكهم لأن النفوس فيه أودع والناس فيه أجمع .