Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 82-83)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { فلمّا جاء أمرُنا } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه أمر الله تعالى للملائكة . الثاني : أنه وقوع العذاب بهم . الثالث : أنه القضاء بعذابهم . { جعلنا عاليَها سافلَها } قال محمد بن كعب القرظي إن الله تعالى بعث جبريل إلى مؤتفكات قوم لوط فاحتملها بجناحه ثم صعد بها حتى إن أهل السماء يسمعون نباح كلابهم وأصوات دجاجهم ، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها وأتبعها بحجارة من سجّيل حتى أهلكها وما حولها ، وكن خمساً : صبغة ومقرة وعمرة ودوما وسدوم وهي القرية العظمى . وقال قتادة : كانوا في ثلاث قرى يقال لها سدوم بين المدينة والشام وكان فيها أربعة آلاف ألف . { وأمطرنا عليها حجارة من سجّيل } فيه ثمانية تأويلات : أحدها : أنه فارسي معرب وهو " سنك وكيل " فالسنك : الحجر ، والكيل الطين ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه طين قد طبخ حتى صار كالأرحاء ، ذكره ابن عيسى . الثالث : أنه الحجارة الصلبة الشديدة ، قاله أبو عبيدة وأنشد قول ابن مقبل : @ ورحلة يضربون البيض عن عَرَضٍ ضربا تواصى به الأبطال سجّينا @@ إلا أن النون قلبت لاماً . الرابع : من سجيل يعني من سماء اسمها سجيل ، قاله ابن زيد . الخامس : من سجيل من جهنم واسمها سجين فقلبت النون لاماً . السادس : أن السجيل من السجل وهو الكتاب وتقديره من مكتوب الحجارة التي كتب الله تعالى أن يعذب بها أو كتب عليها ، وفي التنزيل { كلا إن كتاب الفجار لفي سجين . وما أدراك ما سجين . كتاب مرقوم } [ المطففين : 7 - 9 ] السابع : أنه فِعِّيل من السجل وهو الإرسال ، يقال أسجلته أي أرسلته ، ومنه سمي الدلو سجلاً لإرساله فكان السجل هو المرسل عليهم . الثامن : أنه مأخوذ من السجل الذي هو العطاء ، يقال سجلت له سجلاً من العطاء ، فكأنه قال سُجلوا البلاء أي أعطوه . { منضود } فيه تأويلان : أحدهما : قد نُضَّد بعضه على بعض ، قال الربيع . الثاني : مصفوف ، قاله قتادة . قوله عز وجل : { مسومة عند ربك } والمسومة : المعلّمة ، مأخوذ من السيماء وهي العلامة ، قال الشاعر : @ غُلامٌ رماه الله بالحُسْن يافعا له سيمياءٌ لا تشقُ على البصر @@ وفي علامنها قولان : أحدهما : أنها كانت مختمة ، على كل حجر منها اسم صاحبه . الثاني : معلمة ببياض في حمرة ، على قول ابن عباس ، وقال قتادة : مطوقة بسواد في حمرة . { عند ربك } فيه وجهان : أحدهما : في علم ربك ، قال ابن بحر . الثاني : في خزائن ربك لا يملكها غيره ولا يتصرف فيها أحد إلا بأمره . { وما هي من الظالمين ببعيد } فيه أربعة أوجه : أحدها : أنه ذكر ذلك وعيداً لظالمي قريش ، قاله مجاهد . الثاني : وعيد لظالمي العرب ، قال عكرمة . الثالث : وعيد لظالمي هذه الأمة ، قاله قتادة . الرابع : وعيد لكل ظالم ، قاله الربيع . وفي الحجارة التي أمطرت قولان : أحدهما : أنه أمطرت على المدن حين رفعها . الثاني : أنها أمطرت على من لم يكن في المدن من أهلها وكان خارجاً عنها .