Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 56-57)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وكذلك مكنا ليوسف في الأرض } قال ابن جرير الطبري : استخلصه الملك الأكبر الوليد بن الريان على عمل إظفير وعزله . قال مجاهد : وأسلم على يده . قال ابن عباس : ملك بعد سنة ونصف . فروى مقاتل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن يوسف قال : إني حفيظ عليم إن شاء الله لملك في وقته ذلك " . ثم مات إظفير فزوّجه الملك بامرأة إظفير راعيل ، فدخل بها يوسف فوجدها عذراء وولدت له ولدين أفرائيم ومنشا ابني يوسف . ومن زعم أنها زليخا قال لم يتزوجها يوسف وأنها لما رأته في موكبه بكت ، ثم قالت : الحمد لله الذي جعل الملوك عبيداً بالمعصية ، وجعل العبيد بالطاعة ملوكاً ، فضمها إليه فكانت في عياله حتى ماتت عنده ولم يتزوجها . { يتبوَّأ منها حيث يشاء } فيه وجهان : أحدهما : يتخذ من أرض مصر منزلاً حيث يشاء ، قاله سعيد بن جبير . الثاني : يصنع في الدنيا ما يشاء لتفويض الأمر إليه ، قاله عبد الرحمن بن زيد . { نصيب برحمتنا من نشاء } يعني في الدنيا بالرحمة والنعمة . { ولا نضيع أجر المحسنين } يعني في الآخرة بالجزاء . ومنهم من حملها على الدنيا ، ومنهم من حملها على الآخرة ، والأصح ما قدمناه . واختلف فيما أوتيه من هذا الحال على قولين : أحدهما : ثواب من الله تعالى على ما ابتلاه . الثاني : أنه أنعم بذلك عليه تفضلاً منه ، وثوابه باقٍ على حاله في الآخرة . قوله عز وجل { ولأجر الآخرة خيرٌ للذين آمنوا وكانوا يتقون } فيه وجهان : أحدهما : ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا من أجر الدنيا ، لأن أجر الآخرة دائم ، وأجر الدنيا منقطع . الثاني : ولأجر الآخرة خير ليوسف من التشاغل بملك الدنيا ونعيمها لما فيه من التبعة .