Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 38-43)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون } قال ميمون بن مهران : وعيد للظالم وتعزية للمظلوم . قوله عز وجل : { مهطعين } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : معناه مسرعين قاله سعيد بن جبير والحسن وقتادة ، مأخوذ من أهطع يهطع إهطاعاً إذا أسرع ، ومنه قوله تعالى : { مهطعين إلى الداع } أي مسرعين . قال الشاعر : @ بدجلة دارُهُم ولقد أراهم بدجلة مهطعين إلى السماع @@ الثاني : أنه الدائم النظر لا يطرف ، قاله ابن عباس والضحاك . الثالث : أنه المطرِق الذي لا يرفع رأسه ، قاله ابن زيد . { مقنعي رءُوسهم } وإقناع الرأس فيه تأويلان : أحدهما : ناكسي رؤوسهم بلغة قريش ، قاله مؤرج السدوسي وقتادة . الثاني : رافعي رؤوسهم ، وإقناع الرأس رفْعُه ، قاله ابن عباس ومجاهد ، ومنه قول الشاعر : @ أنغض رأسه نحوي وأقنعا كأنما أبصَرَ شيئاً أطمعَا @@ { لا يرتد إليهم طرفهم } أي لا يرجع إليهم طرفهم ، والطرف هو النظر وسميت العَيْن طرْفاً لأنها بها يكون ، قال جميل : @ وأَقْصِرُ طَرْفي دُون جُمْل كرامةً لجُمْلٍ وللطرْفِ الذي أنا قاصِر @@ { وأفئدتهم هواءٌ } والمراد بالأفئدة مواضع القلوب ، وهي الصدور . وقوله : { هواء } فيه أربعة تأويلات : أحدها : أنها تتردد في أجوافهم ليس لها مكان تستقر فيه فكأنها تهوي ، قاله سعيد بن جبير ومجاهد . الثاني : أنها قد زالت عن أماكنها حتى بلغت الحناجر ، فلا تنفصل ولا تعود ، قاله قتادة . الثالث : أنها المتخرمَة التي لا تعي شيئاً ، قاله مُرّة . الرابع : أنها خالية من الخير ، وما كان خالياً فهو هواء ، قاله ابن عباس ومنه قول حسان :