Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 4-5)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا } أي بحُججنا وبراهيننا وقال مجاهد هي التسع الآيات : { أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور } يحتمل وجهين : أحدهما : من الضلالة إلى الهدى . الثاني : من ذل الاستعباد إلى عز المملكة . { وذكِّرهم بأيام الله } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : معناه وعظهم بما سلف من الأيام الماضية لهم ، قاله ابن جرير . الثاني : بالأيام التي انتقم الله فيها من القرون الأولى ، قاله الربيع وابن زيد . الثالث : أن معنى أيام الله أن نعم الله عليهم ، قاله مجاهد وقتادة ، وقد رواه أبيّ بن كعب مرفوعاً . وقد تسمَّى النعم بالأيام ، ومنه قول عمرو بن كلثوم : @ وأيام لنا غُرٍّ طِوالٍ عصينا الملْك فيها أن نَدِينا @@ ويحتمل تأويلاً رابعاً : أن يريد الأيام التي كانوا فيها عبيداًَ مستذلين لأنه أنذرهم قبل استعمال النعم عليهم . { إنَّ في ذلك لآيات لكُلِّ صبَّارٍ شكورٍ } الصبار : الكثير الصبر ، والشكور : الكثير الشكر ، قال قتادة : هو العبد إذا أعطي شكر ، وإذا ابتلي صبر . وقال الشعبي : الصبر نصف الإيمان ، والشكر نصف ، وقرأ { إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور } . وتوارى الحسن عن الحجاج تسع سنين ، فلما بلغه موته قال : اللهم قد أمته فأمت سنته وسجد شكراً وقرأ { إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور } . وإنما خص بالآيات كل صبار شكور ، وإن كان فيه آيات لجميع الناس لأنه يعتبر بها ويغفل عنها .