Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 39-44)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { قال ربِّ بما أغوَيتني } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : بما أضللتني ، قاله ابن عباس . الثاني : بما خيبتني من رحمتك . الثالث : بما نسبتني إلى الإغواء . ويحتمل هذا من إبليس وجهين : أحدهما : أنه يقوله على وجه القسم وتقديره : وحق إغوائك لي . الثاني : أنه يقوله على وجه الجزاء ، وتقديره لأجل إغوائك لي . { لأزينن لهم في الأرض } يحتمل وجهين : أحدهما : لأزينن لهم فعل المعاصي . الثاني : لأشغلنهم بزينة الدنيا عن فعل الطاعة . { ولأغوينهم أجمعين } أي لأضلنهم عن الهدى . { إلاّ عبادك منهم المخلصين } وهم الذين أخلصوا العبادة من فساد أو رياء حكى أبو ثمامة أن الحواريين سألوا عيسى عليه السلام عن المخلص للّه ، فقال : الذي يعمل لله ولا يحب أن يحمده الناس . قوله عز وجل : { قال هذا صراطٌ عليَّ مستقيم } فيه أربعة تأويلات : أحدها : معناه هذا صراط يستقيم بصاحبه حتى يهجم به على الجنة ، قاله عمر رضي الله عنه . الثاني : هذا صراط إليَّ مستقيم ، قاله الحسن فتكون عليَّ بمعنى إليَّ . الثالث : أنه وعيد وتهديد ، ومعناه أن طريقه إليَّ ومرجعه عليَّ ، كقول القائل لمن يهدده ويوعده : عليَّ طريقك ، قاله مجاهد . الرابع : معناه هذا صراط ، عليّ استقامته بالبيان والبرهان . وقيل بالتوفيق والهداية . وقرأ الحسن وابن سيرين : { عليٌّ مستقيم } برفع الياء وتنوينها ، ومعناه رفيع مستقيم ، أي رفيع أن ينال ، مستقيم أن يمال .