Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 61-62)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم } يعني في الدنيا بالانتقام لأنه يمهلهم في الأغلب من أحوالهم . { ما ترك عليها من دابّةٍ } يعني بهلاكهم بعذاب الاستئصال من أخذه لهم بظلمهم . { ولكن يؤخرهم إلى أجلٍ مسمى } فيه وجهان : أحدهما : إلى يوم القيامة . الثاني : تعجيله في الدنيا . فإن قيل : فكيف يعمهم بالهلاك مع أن فيهم مؤمناً ليس بظالم ؟ فعن ذلك ثلاثة أجوبة : أحدها : أنه يجعل هلاك الظالم انتقاماً وجزاء ، وهلاك المؤمن معوضاً بثواب الآخرة . الثاني : ما ترك عليها من دابة من أهل الظلم . الثالث : يعني أنه لو أهلك الآباء بالكفر لم يكن الأبناء ولا نقطع النسل فلم يولد مؤمن . قوله عز وجل : { ويجعلون لله ما يكرهون } يعني من البنات . { وتصف ألسنتهم الكذب أنّ لهم الحُسنَى } فيه وجهان : أحدهما : أن لهم البنين مع جعلهم لله ما يكرهون من البنات ، قاله مجاهد . الثاني : معناه أن لهم من الله الجزاء الحسن ، قاله الزجاج . { لا جرم أن لهم النار } فيه أربعة أوجه : أحدهما : معناه حقاً أن لهم النار . الثاني : معناه قطعاً أن لهم النار . الثالث : اقتضى فعلهم أن لهم النار . الرابع : معناه بلى إن لهم النار ، قاله ابن عباس . { وأنهم مفرطون } فيه خمسة تأويلات : أحدها : معناه منسيون ، قاله مجاهد . الثاني : مضيّعون ، قاله الحسن . الثالث : مبعدون في النار ، قاله سعيد بن جبير . الرابع : متروكون في النار ، قاله الضحاك . الخامس : مقدَّمون إلى النار ، قاله قتادة . ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا فَرَطكم على الحوض " أي متقدمكم ، وقال القطامي : @ فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا كما تعجّل فرّاطٌ لوُرّادِ @@ والفرّاط : المتقدمون في طلب الماء ، والورّاد : المتأخرون . وقرأ نافع { مُفْرِطون } بكسر الراء وتخفيفها ، ومعناه مسرفون في الذنوب ، من الإفراط فيها . وقرأ الباقون من السبعة { مفرطون } أي معجلون إلى النار متروكون فيها . وقرأ أبو جعفر القارىء { مفَرِّطون } بكسر الراء وتشديدها ، ومعناه من التفريط في الواجب .