Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 97-99)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { فَمَا اسْطَاعُواْ أَن يَظْهَرُوهُ } أي يعلوه . { وَمَا اسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً } يعني من أسفله ، قاله قتادة ، وقيل إن السد وراء بحر الروم بين جبلين هناك يلي مؤخرهما البحر المحيط . وقيل : ارتفاع السد مقدار مائتي ذراع ، وعرضه نحو خمسين ذراعاً وأنه من حديد شبه المصمت . ورُوي أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنِّي رَأَيتُ السَّدَّ : " قَالَ : انعَتهُ " قَالَ : هُوَ كَالبَرَدِ المُحَبَّر ، طَريقُه سَودَاءُ وَطَريقُه حَمْرَاءُ ، " قَالَ قَدْ رَأَيتَهُ " . قوله عز وجل : { قَالَ هَذا رَحْمَةٌ مِن رَّبِّي } يحتمل وجهين : أحدهما : أن عمله رحمة من الله تعالى لعباده . الثاني : أن قدرته على عمله رحمة من الله تعالى له . { فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ } قال ابن مسعود : وذلك يكون بعد قتل عيسى عليه السلام الدجال في حديث مرفوع . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّهُم يَدْأَبُونَ فِي حَفْرِهِم نَهَارُهُم حَتَّى إِذَا أَمْسَوْا وَكَادُواْ يُبْصِرُونَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالُوا نَرْجِعُ غَداً فَنَحْفُرُ بَقِيَّتَهُ ، فَيَعُودُونَ مِنَ الغَدِ وَقَدِ اسْتَوَى كَمَا كَانَ ، حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قَالُواْ : غَداً إِنْ شَاءَ اللَّهُ نَنْقُبُ بَقيَّتَهُ ، فَيَرْجِعُونَ إِلَيهِ فَيَنْقُبُونَهُ فِإِذِنِ اللَّهِ ، فَيَخْرُجُونَ مِنهُ عَلَى النَّاسِ مِن حُصُونِهِم ، ثُمَّ يَرْمُونَ نبلاً إِلَى السَّمَاءِ فِيَرْجِعُ إِلَيهِم فِيهَا أَمْثَالُ الدِّمَاءِ ، فَيَقُولُونَ قَدْ ظَفَرْنَا عَلَى أَهْلِ ألأَرْضِ وَقَهَرْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ تَعالَى عَلَيهِم مَّا يَهْلِكُهُم " . { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي } فيه قولان : أحدهما : يوم القيامة ، قاله ابن بحر . الثاني : هو الأجل الذي يخرجون فيه . { جَعَلَهُ دَكَّآءَ } يعني السد ، وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : أرضاً ، قاله قطرب . الثاني : قطعاً ، قاله الكلبي . الثالث : هدماً حتى اندك بالأرض فاستوى معها ، قاله الأخفشس ، ومنه قول الأغلب : @ هل غيرغادٍ غاراً فانهدم @@ قوله عز وجل : { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنهم القوم الذين ذكرهم ذو القرنين يوم فتح السد يموج بعضهم في بعض . الثاني : الكفار في يوم القيامة يموج بعضهم في بعض . الثالث : أنهم الإِنس والجن عند فتح السد . وفيه وجهان : أحدهما : يختلط بعضهم ببعض . الثاني : يدفع بعضهم بعضاً ، مأخوذ من موج البحر .