Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 55-60)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { … وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبّهِ ظَهِيراً } فيه وجهان : أحدهما : عوناً ، مأخوذ من المظاهر وهي المعونة ، ومعنى قوله { عَلَى رَبِّهِ } أي على أولياء ربه . الثاني : هيناً ، مأخوذ من قولهم ظهر فلان بحاجتي إذا تركها واستهان بها قال تعالى : { وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُم ظِهْريّاً } [ هود : 92 ] أي هيناً ، ومنه قول الفرزدق : @ تميم بن زيد لا تكونن حاجتي بظهرٍ فلا يعيا عَلَيّ جوابها @@ قيل إنها نزلت في أبي جهل . قوله عز وجل : { وَإِذَا قِيل لَهُمُ اسْجُدُواْ لِلرَّحْمَن قَالُواْ وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأَمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أن العرب لم تكن تعرف الرحمن في أسماء الله تعالى : وكان مأخوذاً من الكتاب فلما دعوا إلى السجود لله تعالى بهذا الاسم سألواْ عنه مسألة الجاهل به فقالواْ { وَمَا الرَّحْمَن أَنَسْجُدُ لِمَا تَأَمْرُنَا } . الثاني : أن مسيلمة الكذاب كان يسمى الرحمن ، فلما سمعوا هذا الاسم في القرآن حسبوه مسيلمة ، فأنكروا ما دعوا إليه من السجود له . والثالث : أن هذا قول قوم كانواْ يجحدون التوحيد ولا يقرون بالله تعالى ، فلما أمروا أن يسجدوا للرحمن ازدادوا نفوراً مع هواهم بما دعوا إليه من الإيمان ، وإلا فالعرب المعترفون بالله الذين يعبدون الأصنام لتقربهم إلى الله زلفى كانوا يعرفون الرحمن في أسمائه وأنه اسم مسمى من الرحمة يدل على المبالغة في الوصف ، وهذا قول ابن بحر .