Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 63-67)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً } فيه أربعة أقاويل : أحدها : علماء وكلماء ، قاله ابن عباس . الثاني : أعفاء أتقياء ، قاله الضحاك . الثالث : بالسكينة والوقار ، قاله مجاهد . الرابع : متواضعين لا يتكبرون ، قاله ابن زيد . { وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً } الجاهلون فيهم قولان : أحدهما : أنهم الكفار . الثاني : السفهاء . { قَالُواْ سَلاَماً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : قالوا سداداً ، قاله مجاهد لأنه قول سليم . الثاني : قالوا وعليك السلام ، قاله الضحاك . الثالث : أنه طلب المسالمة ، قاله ابن بحر . قوله تعالى : { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } فيه أربعة أوجه : أحدها : لازماً ، قاله ابن عيسى ، ومنه الغريم لملازمته وأنشد الأعشى : @ إن يعاقب يكن غَراماً وإن يعـ ـطر جزيلاً فإنه لا يبالي @@ الثاني : شديداً ، قاله ابن شجرة ، ومنه سميت شدة المحنة غراماً قال بشر بن أبي خازم : @ ويوم الجفار ويوم النسا ر ، كانا عذاباً ، وكان غراما @@ الثالث : ثقيلاً ، قاله قطرب ، ومنه قوله تعالى : { فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } [ القلم : 46 ] . الرابع : أنهم أغرموا بالنعيم في الدنيا عذاب النار ، قال محمد بن كعب : إن الله سأل الكفار عن فأغرمهم فأدخلهم جهنم . قوله تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ } فيه أربعة أوجه : أحدها : لم ينفقواْ في معصية الله ، والإِسراف النفقة في المعاصي ، قاله ابن عباس . الثاني : لم ينفقوا كثيراً فيقول الناس قد أسرفوا ، قاله إبراهيم . الثالث : لا يأكلون طعاماً يريدون به نعيماً ولا يلبسون ثوباً يريدون به جمالاً ، قاله يزيد بن أبي حبيب ، قال : هؤلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانت قلوبهم على قلب رجل واحد . الرابع : لم ينفقوا نفقة في غير حقها فإن النفقة في غير حقها إسراف ، قاله ابن سيرين . { وَلَمْ يَقْتُرُواْ } فيه أربعة أوجه : أحدها : لم يمنعوا حقوق الله فإن منع حقوق الله إقتار ، قاله ابن عباس . الثاني : لا يعريهم ولا يجيعهم ، قاله إبراهيم . الثالث : لم يمسكوا عن طاعة الله ، قاله ابن زيد . الرابع : لم يقصروا في الحق ، قاله الأعمش . روى معاذ بن جبل قال : لما نزلت هذه الآية سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النفقة في الإسراف والإقتار ما هو ، فقال : من منع من حق فقد قتر ، ومن أعطى في غير حق فقد أسرف . { وَكَانَ بَيْنَ ذلِكَ قَوَامَاً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : يعني عدلاً ، قاله الأعمش . الثاني : أن القوام : أن يخرجوا في الله شطر أموالهم ، قاله وهب . الثالث : أن القوام : أن ينفق في طاعة الله ويكف عن محارم الله . ويحتمل رابعاً : أن القوام ما لم يمسك فيه عزيز ولم يقدم فيه على خطر ، والفرق بين القَوام بالفتح والقِوام بالكسر ، ما قاله ثعلب : أنه بالفتح الاستقامة والعدل ، وبالكسر ما يدوم عليه الأمر ويستقر .