Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 15-19)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً } فيه ستة أوجه : أحدها : فهماً ، قاله قتادة . الثاني : صنعة الكيمياء وهو شاذ . الثالث : فصل القضاء . الرابع : علم الدين . الخامس : منطق الطير . السادس : بسم الله الرحمن الرحيم . { وَقَالاَ الْحَمْدُ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ } وحمدهما لله شكراً على نعمه . وفيما فضلهما به على كثير من عباده المؤمنين ثلاثة أقاويل : أحدها : بالنبوة . الثاني : بالملك . الثالث : بالنبوة والعلم . قوله تعالى : { ووَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : ورث نبوته وملكه ، قاله قتادة ، قال الكلبي : وكان لداود تسعة عشر ولداً ذكراً وإنما خص سليمان بوراثتة لأنها وراثة نبوة وملك ، ولو كانت وراثة مال لكان جميع أولاده فيه سواء . الثاني : أن سخر له الشياطين والرياح ، قاله الربيع . الثالث : أن داود استخلفه في حياته على بني إسرائيل وكانت ولايته هي الوراثة وهو قول الضحاك ، ومنه قيل : العلماء ورثة الأنبياء ، لأنهم في الدين مقام الأنبياء . قوله تعالى : { فَهُمُ يُوزَعُونَ } فيه ستة أوجه : أحدها : يساقون ، وهو قول ابن زيد . الثاني : يدفعون ، قاله الحسن ، قال اليزيدي : تدفع أخراهم وتوقف أولاهم . الثالث : يسحبون ، قاله المبرِّد . الرابع : يجمعون . الخامس : يسجنون ، قال الشاعر : @ لسان الفتى سبع عليه سداته وإلا يزع من عَرْبه فهو قاتله وما الجهل إلا منطق متسرع سواءٌ عليه حق أمرٍ وباطله @@ السادس : يمنعون ، مأخوذ من وزعه عن الظلم ، وهو منعه عنه ، ومنه قول عثمان رضي الله عنه : ما وزع الله بالسلطان أكبر مما وزع بالقرآن . وقال النابغة : @ على حين عاتبتُ المشيبَ على الصبا وقلت ألما تصدع والشيب وازعُ @@ والمراد بهذا المنع ما قاله قتادة : أن يُرد أولهم على آخرهم ليجتمعوا ولا يتفرقوا . قوله تعالى : { حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ } قال قتادة : ذكر لنا أنه وادٍ بأرض الشام . وقال كعب : وهو بالطائف . { قَالَتْ نَمَلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُواْ مَسَاكِنَكُم } قال الشعبي : كان للنملة جناحان فصارت من الطير ، فلذلك علم منطقها ، ولولا ذلك ، ما علمه . { لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ } أي لا يهلكنكم . { وَهُمُ لاَ يَشعُرُونَ } فيه وجهان : أحدهما : والنمل لا يشعرون بسليمان وجنوده ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : وسليمان وجنوده لا يشعرون بهلاك النمل ، وسميت النملة نملة لتنملها وهو كثرة حركتها وقلة قرارها ، وقيل إن النمل أكثر جنسه حساً لأنه إذا التقط الحبة من الحنطة والشعير للادخار قطعها اثنين لئلا تنبت ، وإن كانت كزبرة قطعها أربع قطع { لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ } فحكي أن الريح أطارت كلامها إلى سليمان حتى سمع قولها من ثلاثة أميال فانتهى إليها وهي تأمر النمل بالمغادرة . { فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه تبسم من حذرها بالمغادرة . الثاني : أنه تبسم من ثنائها عليه . الثالث : أنه تبسم من استبقائها للنمل . قال ابن عباس : فوقف سليمان بجنوده حتى دخل النمل مساكنه . { وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : ألهمني ، قاله قتادة . الثاني : اجعلني ، قاله ابن عباس . الثالث : حرضني ، قاله ابن زيد فحكى سفيان أن رجلاً من الحرس قال لسليمان ، أنا بمقدرتي أشكر لله منك ، قال فخرّ سليمان عن فرسه ساجداً . وفي سبب شكره قولان : أحدهما : أن علم منطق الطيرحتى فهم قولها . الثاني : أن حملت الريح قولها إليه حتى سمعه قبل وصوله لجنوده على ثلاثة أميال فأمكنه الكف . { وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ } فيه وجهان : أحدهما : شكر ما أنعم به عليه ، قاله الضحاك . الثاني : حفظ ما استرعاه ، وهو محتمل . { وَأدْخَلْنِي فِي رَحْمَتِكَ } فيه وجهان : أحدهما : بالنبوة التي شرفتني بها . الثاني : بالمعونة التي أنعمت عليّ بها . { فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } فيه وجهان : أحدهما : في جملة أنبيائك . الثاني : في الجنة التي هي دار أوليائك .