Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 22-26)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ } أي أقام غير طويل ويحتمل وجهين : أحدهما : مكث سليمان غير بعيد حتى أتاه الهدهد . الثاني : فمكث الهدهد غير بعيد حتى أتى سليمان . { فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : بلغت ما لم تبلغه ، قاله قتادة . الثاني : علمت ما لم تعلمه ، قاله سفيان . الثالث : اطلعت على ما لم تطلع عليه ، قاله ابن عباس ، والإحاطة العلم بالشيء من جميع جهاته ، وفي الكلام حذف تقديره . ثم جاء الهدهد فسأله سليمان عن غيبته . { وَجِئْتُكَ مِنَ سَبَإٍ بِنَبإٍ يقين } أي بخبر صحيح صدق ، وفي { سبأ } قولان : أحدهما : أنها مدينة بأرض اليمن يقال لها مأرب بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليال ، قاله قتادة ، قال السدي : بعث الله إلى سبأ اثني عشر نبياً ، وقال الشاعر : @ من سبأ الحاضرين مأرب إذ يبنون من دون سيله العرما @@ الثاني : أن سبأ حي من أحياء اليمن واختلف قائلو هذا في نسبتهم إلى هذا ، فذهب قوم إلى أنه اسم امرأة كانت أمهم ، وروى علقمة عن ابن عباس قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ فقال : " هُوَ وَلَدُ رَجُلٍ لَهُ عَشْرَةُ أَوْلاَدٍ فَبِاليَمَنِ مِنهُم سِتةٌ وبالشَّامِ مِنهُم أَربَعَةٌ ، فَأَمَّا اليَمَانِيونَ فَمَذحَجُ وجُهَينَةُ وَكِندَةُ وأنمارُ وَالأُزْدُ وَالأَشعَرِيونَ وأَمَّا الشامِيون فَلَخْمُ وَجذامُ وعَامِلَةُ وَغَسَّانُ " وقيل هو سبأ بن يعرب بن قحطان . قال المفضل وسُمِّيَ سبأ لأنه أول من سبا . قوله تعالى : { إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُم } قال الحسن : هي بلقيس بنت شراحيل ملكة سبأ ، وقال زهير بن محمد : هي بلقيس بنت شرحبيل بن مالك بن الديان وأمها فارعة الجنية ، وقيل ولدها أربعون ملكاً آخرهم شرحبيل . قال قتادة كان أولو مشورتها ثلاثمائة واثني عشر رجلاً كل رجل منهم على عشرة آلاف رجل . { وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيءٍ } فيه قولان : أحدهما : من كل شيء في أرضها ، قاله السدي . الثاني : من أنواع الدنيا كلها ، قاله سفيان . { وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } فيه أربعة أقاويل : أحدها : أنه السرير ، قاله قتادة . الثاني : أنه الكرسي ، قاله سفيان . الثالث : المجلس ، قاله ابن زيد . الرابع : الملك ، قاله ابن بحر . وفي قوله : { عَظِيمٌ } ثلاثة أوجه : أحدها : ضخم . الثاني : حسن الصنعة ، قاله زهير . الثالث : لأنه كان من ذهب وقوائمه لؤلؤ وكان مستراً بالديباج والحرير عليه سبعة تعاليق ، قاله قتادة . قال ابن إسحاق : وكان يخدمها النساء فكان معها لخدمتها ستمائة امرأة . قوله : { أَلاَّ يَسْجدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبءَ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ } فيه تأويلان : أحدهما : يعني غيب السموات والأرض ، قاله عكرمة ، ومجاهد ، وقتادة ، وابن جبير . الثاني : أن خبء السموات المطر وخبء الأرض النبات ، قاله ابن زيد ، والخبء بمعنى المخبوء وقع المصدر موقع الصفة . وفي معنى الخبء في اللغة وجهان : أحدهما : أنه ما غاب . الثاني : أنه ما استتر . وقرأ الكسائي { أَلاَ يَسْجُدُواْ } بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد { أَلاَّ يَسْجُدُواْ } قال الفراء : من قرأ بالتخفيف فهو موضع سجدة ، ومن قرأ بالتشديد فليس بموضع سجدة . وفي قائل هذا قولان : أحدهما : أنه قول الله تعالى أمر فيه بالسجود له ، وهو أمر منه لجميع خلقه وتقدير الكلام : ألا يا ناس اسجدواْ لله . الثاني : أنه قول الهدهد حكاه الله عنه . ويحتمل قوله هذا وجهين : أحدهما : أن يكون قاله لقوم بلقيس حين وجدهم يسجدون لغير الله . الثاني : أن يكون قاله لسليمان عند عوده إليه واستكباراً لما وجدهم عليه . وفي قول الهدهد لذلك وجهان : أحدهما : أنه وإن يكن ممن قد علم وجوب التكليف بالفعل فهو ممن قد تصور بما ألهم من الطاعة لسليمان أنه نبي مطاع لا يخالف في قول ولا عمل . الثاني : أنه كالصبي منا إذا راهق فرآنا على عبادة الله تصوّر أن ما خالفها باطل فكذا الهدهد في تصوره أن ما خالف فعل سليمان باطل .