Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 144-148)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرَّسُلُ } . سبب نزولها أنه لما أشيع يوم أحد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل ، قال أناس : لو كان نبياً ما قتل ، وقال آخرون : نقاتل على ما قاتل عليه حتى نلحق به . { أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ } يعني رجعتم كفاراً بعد إيمانكم . { وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْدُّنيا نُؤْتِهِ مِنهَا } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : من أراد بجهاده ثواب الدنيا أي ما يصيبه من الغنيمة ، وهذا قول بعض البصريين . والثاني : من عمل للدنيا لم نحرمه ما قسمنا له فيها من غير حظ في الآخرة ، وهذا قول ابن إسحاق . والثالث : من أراد ثواب الدنيا بالنهوض لها بعمل النوافل مع مواقعة الكبائر جوزي عليها في الدنيا دون الآخرة . { وَكَأّيِّن مِن نَّبِيٍ قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ } قرأ بذلك ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وقرأ الباقون { قَاتَلَ } ، وفي { رِبِّيُّونَ } أربعة أقاويل : أحدها : أنهم الذين يعبدون الرب وأحدهم رِبّيُّ ، وهو قول بعض نحْويي البصرة . الثاني : انهم الجماعات الكثيرة ، وهو قول ابن مسعود وعكرمة ومجاهد . والثالث : انهم العلماء الكثيرون ، وهو قول ابن عباس ، والحسن . والرابع : أن ( الربيون ) الأتباع . والربانيون : الولاة ، والربيون الرعية ، وهو قول أبي زيد ، قال الحسن : ما قُتِلَ نبي قط إِلاَّ في معركة . { فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُواْ } الوهن : الانكسار بالخوف . الضعف نقصان القوة ، الاستكانة الخضوع ، ومعناه فلم يهنوا بالخوف ، ولا ضعفوا بنقصان القوة ولا استكانوا بالخضوع . وقال ابن إسحاق : فما وهنوا بقتل نبيهم ولا ضعفوا عن عدوهم ولا استكانواْ لما أصابهم . { فَآتَاهُم اللهُ ثَوَابَ الدُّنيَا وَحُسْنَ ثَوابِ الآخِرَةِ } في ثواب الدنيا قولان : أحدهما : النصر على عدوهم ، وهو قول قتادة ، والربيع . والثاني : الغنيمة ، وهو قول ابن جريج { وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ } الجنة ، في قول الجميع .