Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 154-155)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيكُم مِنْ بَعدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ ، وطَآئِفَةً قَدْ أَهَمَّتُهُمْ أَنفُسُهُمْ } وسبب ذلك أن المشركين يوم أُحد توعدوا المؤمنين بالرجوع ، فكان من أخذته الأمَنَةُ من المؤمنين متأهبين للقتال ، وهم أبو طلحة ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام ، وغيرهم فنامواْ حتى أخذتهم الأمَنَةُ . { وطآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفسُهُمْ } من الخوف وهم من المنافقين عبدالله بن أبي بن سلول ، ومعتب بن قشير ، ومن معهما أخذهم الخوف فلم يناموا لسوء الظن . { يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ } يعني في التكذيب بوعده . { يَقُولُونَ لَو كَانَ لَنَا مِنَ الأَمرِ شَيءٌ ما قُتِلْنَا هَا هُنَا } فيه قولان : أحدهما : أناّ أخرجنا كرهاً ولو كان الأمر إلينا ما خرجنا ، وهذا قول الحسن . والثاني : أي ليس لنا من الظفر شيء ، كما وعدنا ، على جهة التكذيب لذلك . { قُلْ لَّو كُنتُم فِي بُيُوتِكُم لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِم } فيه قولان : أحدهما : يعني لو تخلفتم لخرج منكم المؤمنون ولم يتخلفوا بتخلفكم . والثاني : لو تخلفتم لخرج منكم الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ، ولم ينجهم قعودهم . { وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا فِي صُدُورِكُم } فيه تأويلان : أحدهما : ليعاملكم معاملة المبتلى المختبر . والثاني : معناه ليبتلي أولياء الله ما في صدوركم فأضاف الابتلاء إليه تفخيماً لشأنه . { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّواْ مِنكُم يَومَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ } فيهم تأويلان : أحدهما : هم كل من ولّى الدبر من المشركين بأحد وهذا قول عمر ، وقتادة ، والربيع . والثاني : أنهم من هرب إلى المدينة وقت الهزيمة ، وهذا قول السدي . { إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا } فيه قولان : أحدهما : أنه محبتهم للغنيمة وحرصهم على الحياة . والثاني : استذلَّهم بذكر خطايا سلفت لهم ، وكرهوا القتل قبل إخلاص التوبة منها والخروج من المظلمة فيها ، وهذا قول الزجاج . { وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنهُم } فيه قولان : أحدهما : حلم عنهم إذ لم يعاجلهم بالعقوبة ، وهذا قول ابن جريح وابن زيد . والثاني : غفر لهم الخطيئة ليدل على أنهم قد أخلصواْ التوبة . وقيل : إن الذين بقوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لم ينهزموا ثلاثة عشر رجلاً ، منهم خمسة من المهاجرين : أبو بكر ، وعلي ، وطلحة ، وعبد الرحمن ، وعبد الرحمن ، وسعد بن أبي وقاص ، والباقون من الأنصار .