Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 165-168)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَوَ لَمّآ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا } يعني بالمصيبة التي أصابتهم يوم أحد ، وبالتي أصابوها يوم بدر . { قُلْتُمْ : أَنَّى هَذَا ، قُلْ : هُوَ مِن عِنْدِ أَنفُسِكُمْ } في الذي هو من عند أنفسهم ثلاثة أقاويل : أحدها : خلافهم في الخروج من المدينة للقتال يوم أحد ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يتحصنواْ بها ، وهذا قول قتادة ، والربيع . والثاني : اختيارهم الفداء من السبعين يوم بدر على القتل ، وقد قيل لهم إن فعلتم ذلك قُتِلَ منكم مثلُهم ، وهذا قول علي ، وعبيدة السلماني . والثالث : خلاف الرماة يوم أحد لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في ملازمة موضعهم . { وَمَا أَصَابَكُمْ يَومَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبإِذْنِ اللهِ ولِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ } فيه قولان : أحدهما : ليرى المؤمنين . والثاني : ليُمَيَّزُوا من المنافقين . { وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ } يعني عبد الله بن أُبَيّ وأصحابه . { وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوا قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ } يعني جاهدواْ . { أَوِ ادْفَعُوا } فيه قولان : أحدهما : يعني تكثير السواد وإن لم يقاتلواْ وهو قول السدي وابن جريج . والثاني : معناه رابطواْ على الخيل إن لم تقاتلواْ ، وهو قول ابن عوف الأنصاري . { قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لآَّتَّبَعْنَاكُمْ } قيل إن عبد الله بن عمرو ابن حزام قال لهم : [ اتقوا الله ولا تتركوا نبيكم فقال له ابن أبي ] : عَلاَمَ نقتل أنفسنا ؟ ارجعواْ بنا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم . { هُمْ لِلْكُفْرِ يَؤمَئِذٍ أَقْربُ مِنهُم لِلإِيمَانِ } لأنهم بإظهار الإيمان لا يحكم عليهم بحكم الكفار ، وقد كانوا قبل ذلك بإظهار الإيمان أقرب إلى الإيمان ، ثم صارواْ بما فعلوه أقرب إلى الكفر من الإيمان . { يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } يعني ما يظهرونه من الإسلام وليس في قلوبهم منه شيء . وإنما قال : { يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم } وإن كان القول لا يكون إلا به لأمرين : أحدهما : التأكيد . والثاني : أنه ربما نسب القول إلى الساكت مجازاً إذ كان به راضياً . { الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِم وَقَعَدُواْ : لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُواْ } يعني عبد الله بن أُبَيّ وأصحابه حين انخذلوا وقعدوا ، وكانوا نحو ثلثمائة وتخلف عنهم من قُتل منهم ( فقالواْ ) لو أطاعونا وقعدواْ معنا ما قُتِلواْ . { قُلْ فَادْرَؤُواْ عَن أَنفُسِكُم الْمَوتَ } أي ادفعواْ عن أنفسكم الموت ، ومنه قول الشاعر : @ تقول وقد درأتُ لها وضيني أهذا دينه أبداً وديني @@ { إِن كُنتُم صَادِقِينَ } فيه قولان : أحدهما : يعني في خبركم أنهم لو أطاعواْ ما قُتِلواْ . والثاني : معناه إن كنتم محقين في تثبيطكم عن الجهاد فراراً من القتل .