Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 169-175)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَآءٌ } يعني أنهم في الحال وبعد القتل بهذه الصفة ، فأما في الجنة فحالهم في ذلك معلومة عند كافة المؤمنين ، وليس يمتنع إحياؤهم في الحكمة . وقد روى ابن مسعود وجابر وابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُم بِأُحدٍ جَعَلَ اللهُ أَرْوَاحَهُم فِي حَوَاصِلِ طَيْر خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهارَ الجَنَّةِ وَتَأْكُلُ مِن ثِمَارِها " . وفي { أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ } تأويلان : أحدهما : أنهم بحيث لا يملك لهم أحد نفعاً ولا ضراً إلا ربُّهُم . والثاني : انهم أحياء عند ربهم من حيث يعلم أنهم أحياء دون الناس . { وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِنْ خَلْفِهِمْ } فيه قولان : أحدهما : يقولون : إخواننا يقتلون كما قتلنا فيصيبون من كرامة الله ما أصبنا ، وهو قول قتادة ، وابن جريج . والثاني : أنه يؤتى الشهيد بكتاب فيه ذكر من يقدم عليه من إخوانه فيبشر بذلك فيستبشر كما يستبشر أهل الغائب في الدنيا بقدومه ، وهذا قول السدي . { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوهُم } أما الناس في الموضعين وإن كان بلفظ الجمع فهو واحد لأنه تقدير الكلام جاء القول من قِبَل الناس ، والذين قال لهم الناس هم المسلمون وفي الناس القائل قولان : أحدهما : هو أعرابي جُعِل له على ذلك جُعْل ، وهذا قول السدي . والثاني : هو نعيم بن مسعود الأشجعي ، وهذا قول الواقدي . والناس الثاني أبو سفيان وأصحابه . واختلفوا في الوقت الذي أراد أبو سفيان أن يجمع لهم هذا الجمع على قولين : أحدهما : بعد رجوعه على أُحُد سنة ثلاث حتى أوقع الله في قلوب المشركين الرعب كفّوا ، وهذا قول ابن عباس ، وابن إسحاق ، وقتادة . والثاني : أن ذلك في بدر الصغرى سنة أربع بعد أحد بسنه ، وهذا قول مجاهد . { إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ } التخويف من الشيطان والقول من الناس ، وفي تخويف أولياءئه قولان : أحدهما : أنه يخوف المؤمنين من أوليائه المشركين ، وهذا قول ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة . والثاني : أنه يخوف أولياءَه المنافقين ليقعدوا عن قتال المشركين ، وهذا قول الحسن ، والسدي .