Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 26-27)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلكِ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : يريد به ملك أمر الدنيا والآخرة . والثاني : مالك العباد وما ملكوه ، قاله الزجاج . والثالث : مالك النبوة ، قاله مجاهد . { تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : أن المُلك هنا النبوة ، قاله مجاهد . والثاني : أنه الإيمان . والثالث : أنه السلطان . روى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يجعل مُلْك فارس والروم في أمته ، فأنزل الله هذه الآية . { وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ } يحتمل ثلاثة أوجه : أحدها : تعز من تشاء بالطاعة ، وتذل من تشاء بالمعصية . والثاني : تعز من تشاء بالنصر ، وتذل من تشاء بالقهر . والثالث : تعز من تشاء بالغنى ، وتذل من تشاء بالفقر . { بِيَدِكَ الْخَيْرُ } أي أنت قادر عليه ، وإنما خَصَّ الخير بالذكر وإن كان قادراً على الخير والشر ، لأنه المرغوب في فعله . قوله تعالى : { تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ } فيه قولان : أحدهما : معناه تدخل نقصان الليل في زيادة النهار ، ونقصان النهار في زيادة الليل ، وهو قول جمهور المفسرين . والثاني : أن معناه تجعل الليل بدلاً من النهار ، وتجعل النهار بدلاً من الليل ، وهو قول بعض المتأخرين . { وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ } قرأ نافع وحمزة والكسائي : الميّت بالتشديد ، وقرأ الباقون بالتخفيف . واختلفوا في معناه بالتخفيف والتشديد ، فذهب الكوفيون إلى أن الميْت بالتخفيف الذي قد مات ، وبالتشديد الذي لم يمت بعد . وحكى أبو العباس عن علماء البصريين بأسرهم أنهما سواء ، وأنشد لابن الرعلاء القلابي : @ ليس من مات فاستراح بميت إنما المْيتُ ميّت الأحياء إنما الميْتُ من يعيش كئيباً كاسفاً بالُه قليل الرجاء @@ وفي تأويل إخراج الحي من الميت قولان : أحدهما : أنه يخرج الحيوان الحي في النطفة الميتة ، ويخرج النطفة الميتة من الحيوان الحي ، وهذا قول ابن مسعود ، ومجاهد ، وقتادة ، والسدي . والثاني : أنه يخرج المؤمن من الكافر ، ويخرج الكافر من المؤمن ، وهذا قول الحسن . وقال قتادة : وإنما سَمَّى الله يحيى بن زكريا بيحيى لأن الله عز وجل أحياه بالإيمان . { وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } فيه ثلاثة أقاويل مضت .