Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 26-27)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { … كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } فيه ستة تأويلات : أحدها : مطيعون ، قاله مجاهد . روى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل حرف من القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة . الثاني : مصلون ، قاله ابن عباس . الثالث : مقرون بالعبودية ، قاله عكرمة وأبو مالك والسدي . الرابع : كل له قائم يوم القيامة ، قاله الربيع بن أنس . الخامس : كل له قائم بالشهادة أنه عبد له ، قاله الحسن . السادس : أنه المخلص ، قاله ابن جبير . قوله تعالى : { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } أما بدء خلقه فبعلوقه في الرحم قبل ولادته ، وأما إعادته فإحياؤه بعد الموت بالنفخة الثانية للبعث فجعل ما علم من ابتداء خلقه دليلاً على ما خفي من إعادته استدلالاً بالشاهد على الغائب . ثم أكد ذلك بقوله : { وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : إن إعادة الخلق أهون من ابتداء إنشائهم لأنهم ينقلون في الابتداء نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظماً ثم يعود رضيعاً ثم فطيماً ، وهو في الإعادة يصاح به . فيقوم سوياً وهذا مروي عن ابن عباس . الثالث : معناه وهو هين عليه فجعل { أهْونُ } مكان { هَيِّنٌ } كقول الفرزدق : @ إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً دعائمه أعز وأطول @@ أي دعائمه عزيرة طويلة : وفي تأويل { أَهْوَنُ } وجهان : أحدهما : أيسر ، قاله ابن عباس . الثاني : أسهل ، وأنشد ابن شجرة قول الشاعر : @ وهان على أسماءَ أن شطت النوى يحن إليها والهٌ ويتوق @@ أي هي أسهل عليه ، وقال الربيع بن هيثم في قوله تعالى : { وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } قال : ما شيء على الله بعزيز . { وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى } أي الصفة العليا . وفيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه ليس كمثله شيء ، قاله ابن عباس . الثاني : هو شهادة أن لا إله إلا الله ، قاله قتادة . الثالث : أنه يحيي ويميت ، قاله الضحاك . ويحتمل رابعاً : - هو أعلم - أنه جميع ما يختص به من الصفات التي لا يشاركه المخلوق فيها . { فِي السَّموَاتِ وَالأَرْضِ } أي لا إله فيها غيره . { وَهُوَ الْعَزِيزُ } فيه وجهان : أحدهما : المنيع في قدرته . الثاني : في انتقامه . { الْحَكِيمُ } فيه وجهان : أحدهما : في تدبيره لأمره وهو معنى قول أبي العالية . الثاني : في إعذاره وحجته إلى عباده ، قاله جعفر بن الزبير .